الحمد لله مدبر الشهور والأعوام، ومصرف الليالي والأيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام.
كل معركة في هذا العالم هي جهاد، يثاب من أخلص النيّة فيها ،ومان على حقِّ غير معتدٍ وينال أجره بالحصول على الغنائم....وكلّ معركة فيها قائد فذّ ومجاهد مغوار يراه النّاس فيثنون عليه جهاده ......وفيها أيضا فارس خفي كان مسانداً في المعركة مجاهداً فأحسن بجهاده وأبلى بلاء حسناً ، لكن لم يره ويعلم عنه إلاّ القليل ولم يُذكر إسمه إلاّ نادراً ...... ومعركتنا اليوم هي الحياة ...قائدها المعروف هي الأم { أنعم الله عليها من حنونة والحديث عن فضلها يطول }...والعدوّ هي الدّنيا ذاتها .... أمّا الجندي المجهول فهو الأب... ذلك الأب الحنون :لكن رجولته ووظيفته التي تملي عليه أن يكون جلدا أمام أبنائه لم تسمح أن يظهر هذا الحنان إلاّ فيما ندر وما زال يبحث عمّن غاب ويسأل عمّن سافر،ويعطي من يحتاج ... ذلك الأب المضحي :مع أنّ التضحية لم تذكر يوماً ما إسمه فهو الجندي المجهول كما عرفنا هو يضحّي براحته وصحّته من أجل توفير أسعد العيش لأبنائه وزوجته ،فهو لا يشتري إلاّ بعد شرائهم ،ولا يكتسي إلاّ بعد كسوتهم ،ولا يهنأ بطعام إلاّ بعد إطعامهم .... ذلك الأب الصّبور :الكلّ يبكي ، الكلّ يحزن ، الكلّ يكتئب إلاّ هو يجب أن يكون جلد أمام المصاعب لا دموع إلاّ فيما ندر ،ولا بكاء أمام الأبناء مهما كانت الأسباب...... ذلك الأب الكريم :فهو يعطي ويعطي ويعطي إلى الموت ،الكلّ يطلب منه ، الكلّ بعد الله يلجأ إليه في تلبية إحتياجاتهم ورغباتهم ،وعند إسعادهم يكون أسعد النّاس ،ألم نقل الجندي المجهول .... ذلك الأب هو ذاته الشخص الذي يخرج من منزله لأجل ضيوف زوجته كي يأخذوا راحتهم في منزله .....وأين راحته هو ..؟؟ ألم تقل مضحّياً ... ذلك الأب هو ذاته الذي يبني المنازل من أجل أبنائه يسعدون وإذا توفّاه الله يجدون موضعاً فيه يقطنون ذلك الأب للأسف لم يعد أحد يقدر له بقدره ،فإذا علا صوته قالوقد كبر وزادت مشاكله ،وإذا طلب قالو لا عمل له غير الطّلبات،وإذا غضب قالو يرضيه الزّمان،وإذا خرج لم يسأل عنه أحد ، وإذا جاءت الهدايا كان هو من لا نصيب له ... عفواً أيّها الأب الكريم والله إنّا نحبّك ، ولكن ملهيات الزّمان ومغرياته التي أعددتها أنت بنفسك لنا لنسعد هي ذاتها قد أشغلتنا عنك اليوم ، ماذا نقول لك ككلمة شكر ...بالرّغم أنّنا نعلم أنّ الشكر لا يوفّيك حقّك... أيّها الأب الكريم قد كبرنا وحتما سنفهم مشاعرك اليوم...أو يوما ما . اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت,أن تبسط على آبائنا وأمّهاتنا من بركاتك ورحمتك ورزقك اللهم ألبسهم العافية حتى يهنؤا بالمعيشة , واختم لهم بالمغفرة حتى لا تضرهم الذنوب , اللهم اكفيهم كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهم إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم لا تجعل لهم ذنبا إلا غفرته , ولا هما إلافرجته , ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهم فيها صلاح إلا قضيتها , اللهم ولا
تجعل لهم حاجة عند أحد غيرك
اللهم و أقر أعينهم بما يتمنوه لنا في الدنيا
اللهم إجعل أوقاتهم بذكرك معمورة
اللهم أسعدهم بتقواك
اللهم ارزقهم عيشا قارا , ورزقا دارا , وعملا بارا
اللهم واغفر لهم جميع ما مضى من ذنوبهم , واعصمهم فيما بقي من عمرهم , و ارزقهم عملا زاكيا ترضى به عنهم
اللهم اجعلنا
بارين طائعين لهم
اللهم ارزقنا رضاهم ونعوذ بك من عقوقهم
اللهم ارزقنا رضاهم ونعوذ بك من عقوقهم
اللهم ارزقنا رضاهم ونعوذ بك من عقوقهم
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين
hg[k]d hgl[i,g