[frame="4 75"]
هدية المقوقس
لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من الحديبية
بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس
و ذكر أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمه إلى صدره وقال هذا زمان يخرج فيه
النبي الذي نجد نعته في كتاب الله وإنا نجد من نعمته أنه لا يجمع بين أختين
وأنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة وأن جلساءه المساكين ثم دعا رجلا عاقلا
فلم يجد بمصر أحسن ولا أجمل من ماريا وأختها فبعث بهما إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعث بغلة شهباء وحمارا أشهب وثيابا من قباطى مصر وعسلا من عسل بنها
وبعث إليه بمال وصدقة
وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على ماريا الإسلام
ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها سيرين و لما وصل المدينة قدم الأختين والدابتين
والعسل والثياب وأعلمه أن ذلك كله هدية فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
الهدية ولما نظر إلى ماريا وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما فوهب أختها سيرين
لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان
وكانت ماريا بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية
مراعاة منه صلى الله عليه وسلم لمنشأها لأنها مصرية نشأت بين الماء و الخضره و ذلك
في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها
بملك اليمين وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة
سنة ثمان
عن عائشة قالت ما عزت علي امرأة إلا دون ما عزت علي ماريا وذلك أنها كانت جميلة
جعدة فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت
لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها
فجزعت فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك فكان ذلك أشد علينا
و بولادة ابراهيم أصبحت مارية حرة
في السنة الثامنة من الهجرة فى شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماريا القبطية، فاشتدت غيره أمهات المؤمنين
منها حين رزقت ولداً ذكراً،وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و بولادة ابراهيم أصبحت ماريا حرة
عن ابن عبَّاس قال: لما ولدت ماريا قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أعتقها ولدها))
وعاش إبراهيم ابن الرسولصلى الله عليه و سلمسنة وبضع شهور يحظى
برعاية رسول اللهصلى الله عليه و سلمولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني،
وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، "
وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من
الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت ماريا حزناً شديداً على موت إبراهيم.
كان أبو بكر ينفق على ماريا حتى مات ثم عمر حتى توفيت في خلافته
ماتت في المحرم سنة ست عشرة فكان عمر يحشر الناس لشهودها وصلى عليها
بالبقيع وقال بن منده ماتت ماريا بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.
رضي الله عن أم المؤمنين ماريا القبطية المصرية
[/frame]
lhvdh hgrf'dm hggi hg`d hgp[hf hgi[v hg;jhf hg;vdl vhzu skm kaH kul