ما أجمل ضعفَك! ذاك الذي يريك بعضَ النفوس على حقيقتها، ويجعلك توقن أنَّ معدِن الإنسانِ الحقيقيَّ يظهر عندما يتعامل مع الضعفاء لا مع الأقوياء، إنَّه قوة عندما تتصل بالله وترى هشاشة هؤلاء الأقوياء المتجبِّرين. وإنَّ الضعيف حقًّا مَن يظنُّ أن ما آتاه الله مِن نِعَم يعطيه مسوِّغًا لسوء الخُلُق مع غيره، فيغترُّ بما أوتي، وينسى أنَّ النعمة قد تزول ولا تعود، وقد تؤتى غيرَه ممن كان يزدريهم ويستأسد عليهم. يا مَن ترى نفسك ضعيفًا، ما ضعفُك وما النقص فيك إلا امتحان! هل تصبر وتتقي، أم تجزع وتستعجل النِّعَم بظلمٍ أو تعدٍّ؟! تذكَّر نِعَم الله عليك واشكره عليها، بل واستمتع برؤية بعض الوجوه على حقيقتها، ربما تصبح ذا نعمةٍ عمَّا قليل فتختلط عليك الوجوه، ألم يقل أحدهم: "جزى الله الشدائد كلَّ خيرٍ *** عَرَفْتُ بها عدوِّي من صديقي"
هذه ليست دعوة لاستمراء الضعف وتقبُّل الذِّلة، فقد امتُدح المؤمن القويُّ في ديننا، ونُهِينا عن العجز، وأُمِرْنا بسؤال المولى سبحانه وتعالى العفو ودوام العافية، لكنها دعوةٌ إلى الرضا فيما غُلب عليه الإنسان وما استطاع له تغييرًا، كما هي دعوة إلى تَرْك البطر والكبر والتجبُّر على الخَلْق بنِعَمِ الله تعالى. اللهمَّ إنَّا نعوذ بك أن نَظلم أو نُظلم. اللهم إنَّا نسألك العافية في الدنيا والآخرة.
lh H[lg qutQ; gdsj hggi hg`d hg, fhggi vhzu kul ;hlg