أدخل بريدك الالكتروني ليصلك جديدنا

الأحدث

كلمة الإدارة


رمضان كريم



«۩۞۩-الـقـسـم ألإسـلامـي-۩۞۩» للنشر الوعي الإسلامي ومناقشة قضايا المسلمين وهمومهم. بما يتمشى مع العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة

الفكر الإسلاميتفضل بالدخول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أطلب من إخواني في الموقع على إعانتي في إنجاز بحث في مادة الفكر الإسلامي فأي بحث له علاقة بالمادة أطلب وضعه بالمنتدى لأستفيد منه


أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-29-2008, 11:41 AM   #1

abdelatif31 غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية abdelatif31
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 22
معدل تقييم المستوى: 0
abdelatif31 قلم جديد

عرض ألبوم abdelatif31

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

الفكر الإسلاميتفضل بالدخول

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أطلب من إخواني في الموقع على إعانتي في إنجاز بحث في مادة الفكر الإسلامي فأي بحث له علاقة بالمادة أطلب وضعه بالمنتدى لأستفيد منه جزاكم الله خيرا


hgt;v hgYsghldjtqg fhg]o,g


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

تسهيلاً لزوارنا الكرام يمكنكم الرد ومشاركتنا فى الموضوع
بإستخدام حسابكم على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك


قديم 02-29-2008, 11:50 AM   #2


رشيد برادة غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية رشيد برادة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: الدار البيضاء
المشاركات: 37,714
معدل تقييم المستوى: 10
رشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديد
مؤسس الموقع  
/ قيمة النقطة: 0
الإدارة العامة  
/ قيمة النقطة: 0
مجموع الأوسمة: 2 (المزيد» ...)

عرض ألبوم رشيد برادة

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/47.gif

[frame="1 80"]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك إن شاء الله تلقى المساعدة
من باقي إخوانك في المنتدى
تحياتي
[/frame]

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/18.gif



قديم 02-29-2008, 11:56 AM   #3


رشيد برادة غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية رشيد برادة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: الدار البيضاء
المشاركات: 37,714
معدل تقييم المستوى: 10
رشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديد
مؤسس الموقع  
/ قيمة النقطة: 0
الإدارة العامة  
/ قيمة النقطة: 0
مجموع الأوسمة: 2 (المزيد» ...)

عرض ألبوم رشيد برادة

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/47.gif

الفكر الإسلامي والنقد الأكاديمي العربي المعاصر
بقلم: زكي الميلاد
هناك نسق من الكتابات التي توجهت نحو حقل الإسلاميات التاريخية والفكرية, وتناولت قضايا وظواهر وأحداثيات الفكر الإسلامي الوسيط والمعاصر. هذه الكتابات خضعت لتصنيفات عديدة ومختلفة بحسب تكوينات الفهم لطبيعة منازعها وميولها واتجاهاتها, دون النظر لوحدتها النسقية, أو التي كان بالإمكان النظر لها من خلال وحدة نسقية لها شرائطها الجامعة ومنطقها المشترك, وعن طريق تمييزها وتحديدها بحقل منهجي له طرائقه وتقنياته في الدراسة والتحليل والبحث, وهو حقل البحث الأكاديمي. ولأن الصفة البارزة على هذه الكتابات هي صفة النقدية, لذلك جاز لنا وصفها بالنقد الأكاديمي باعتبار أن طبيعة هذا النقد وأدواته ومفاهيمه ونظرياته ترتكز على المنهجيات النقدية الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ولأن منشأ هذا النقد الوسط الأكاديمي. وينتسب إلى أكاديميين هم أساتذة جامعات وباحثون لهم أهلية التخصص.
وتوجيه النظر للنقد الأكاديمي في مجال الإسلاميات والفكر الإسلامي, يتأكد من جهتين: معرفية ومنهجية. الجهة المعرفية تتصل بالمستوى العلمي والفكري للدراسات والكتابات المقدمة في هذا الشأن, والتي تحاول أن تميز حالها بالحيادية والموضوعية والجدية. والجهة المنهجية تتصل بالتركيز على إظهار المستوى المنهجي في البحث والالتزام بالمعايير العلمية والأكاديمية. أو هكذا تحاول أن تصور هذه الكتابات حالها بتلك المزايا والمواصفات. لكنها لا تفسر أو تفهم بهذا النحو دائماً, فغالباً ما يكون هذا النمط من الكتابات موضع جدل أو محفزاً للجدل بحيث يصل أحيانا إلى فتح نقاشات ساخنة وسجالية بين نخب مختلفة.
ومن الأسماء التي تبرز في هذا المجال, وتصنف كتاباتهم على هذا الشكل من النقد الأكاديمي, وفي النطاق العربي تحديداً. الدكتور (محمد أركون) من الجزائر, والدكتور (هشام جعيط) من تونس, والدكتور (فهمي جدعان) من فلسطين, والدكتور (رضوان السيد) من لبنان. يشترك هؤلاء في تخرجهم لمرحلة الدراسات العليا من الجامعات الأوروبية والفرنسية بوجه خاص, ما عدا الدكتور (رضوان السيد) الذي حصل على الدكتوراه من جامعة توبنجن الألمانية سنة 1977م. كما أن الفلسفة هي الحقل المعرفي المشترك بينهم, إلى جانب اهتمامهم وتخصصهم في مجال الدراسات الإسلامية والفكر الإسلامي, فمنهم من حصل على الدكتوراه في قسم الفلسفة, ومنهم من كان أستاذاً للفلسفة في التدريس الجامعي, والمشترك الآخر والأساسي بينهم في الدراسات والأبحاث التي قدموها في مجال الإسلاميات الكلاسيكية وبمنظور تاريخي والتخصصي في حقل الفلسفة ساهم في تكوين النزعة النقدية عندهم, لهذا اتصفت كتاباتهم بالنقد الأكاديمي أو جاز وصفهم بذلك.
والدراسات التي قدمها هؤلاء أضافت اتجاهاً جديداً في حقل الدراسات الإسلامية يستفيد من الخبرة العلمية والنقدية والأكاديمية للغرب, لذلك فهي تختلف وتتمايز عن النمط السائد في كتابات الإسلاميين ودراساتهم في هذا الحقل. وقد عكست تلك الدراسات بنسبة ما روحية الغربيين في البحث من حيث النشاط والجدية والإحاطة والسعي نحو الكشف العلمي. وهي الروحية التي وصفها الدكتور (مصطفى عبدالرازق) في كتابه الشهير (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية) بقوله: "إن الناظر فيما بذل الغربيون من جهود في دراسة الفلسفة الإسلامية وتاريخها, لا يسعه إلا الإعجاب بصبرهم ونشاطهم وسعة اطلاعهم وحسن طريقتهم مع ذلك فهو لا يزكيهم بالكامل ويبرر لأخطائهم بما يصفه بالضعف الإنساني, في تتمة كلامه, حيث يضيف "وإذا كنا ألمعنا إلى نزوات من الضعف الإنساني تشوب أحيانا جهودهم في خدمة العلم, فإنا نرجو أن يكون في تيقظ عواطف الخير في البشر وانسياقها إلى دعوة السلم العام والنزاهة الخاصة والإنصاف في التسامح مدعاة للتعاون بين الناس جميعا على خدمة العلم باعتباره نوراً ينبغي أن لا يخالط صفاءه كدر".
والوصف الذي نستعمله لهذا النسق من الكتابات لا يعني التوافق بين هذه الكتابات. أو الانسجام الفكري بين أصحابها, بل إنها تتعدد وتختلف في منظوراتها التفسيرية والتحليلية, وفي المنهجيات النقدية التي يرجع إليها, وفي الأطروحات التي يحاول كل واحد من هؤلاء صياغتها والتوصل إليها. كما إن تلك الكتابات تتأثر بنوعية البيئات والشروط الاجتماعية والسياسية والثقافية المكونة لها, وفي طبيعة الدور الذي يحاول كل واحد من هؤلاء أن يتمثله, وفي الموقع الذي يتأثر منه هؤلاء ويؤثرون من خلاله, فالدكتور (محمد أركون) ينطلق من منظورات شديدة الجذرية والصرامة في التعامل مع النص الإسلامي والمعارف الإسلامية, وبالاعتماد على المناهج العلمية الحديثة في الألسنيات والعلوم الإنسانية والاجتماعية, متجاوزاً وناقداً مناهج الفقهاء واللغويين والمفسرين الكلاسيكية والتقليدية حيث يعتبرها (أركون) مناهج مستهلكة وقديمة, وغير قادرة على مواجهة الفكر الحديث والولوج إلى عالم الحداثة, ولا تصل إلى دائرة اللامفكر فيه.
ولا شك أن الدكتور (أركون) متأثر في صياغة هذا المنظور من الموقع الأكاديمي الذي يحتله باعتباره أستاذاً للدراسات الإسلامية ومديراً لمعهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة السربون الفرنسية. ومن رؤيته للدور الذي يحاول أن ينهض به في النطاقين العربي والإسلامي, والأوروبي الغربي, فإنه يرى نفسه معنياً بصورة أساسية بمخاطبة المفكرين والباحثين والمستشرقين الغربيين, ويدعوهم إلى إعادة النظر في طريقة تدريس الدراسات الإسلامية من خلال منهجيات نقدية عقلانية صرفة تتجاوز الطرق التقليدية وأشكال التحيز وعدم الموضوعية, كما يطالب بشطب مفردة الاستشراق من القاموس الفكري المعاصر لأنه حسب رأيه يمثل مرحلة تاريخية انقضت وتركت شرخاً عميقاً بين دول المتوسط, وحاجزاً حضارياً بين الشرق والغرب. وتقوم أطروحته الأساسية على نقد وتفكيك النص الديني الإسلامي بالنمط الذي وصل إليه الغرب في نقد وتفكيك العهدين القديم والجديد للديانة المسيحية, كشرط للدخول في عالم العلمانية والتقدم والحداثة.
أما الآخرون وإن كانوا ينطلقون من منظورات نقدية إلا أنها ليست بتلك الجذرية أو الصرامة التي يصفها (هاشم صالح) بإقامة مواجهة ما بين القرآن والصيغ النظرية للفكر الحديث كضرورة ثقافية وتاريخية ملحة. وهاشم صالح هو الذي قدم (أركون) إلى العالم العربي وعرف بدراساته وكتاباته. كما يختلفون عن (أركون) أيضا في الأطروحة الأساسية فأطروحة (هشام جعيط) هي أن العرب والمسلمين لا يمكن أبداً أن يلجوا باب الحداثة والمشاركة في العالم المعاصر. إلا إذا كونوا لأنفسهم طموحاً عالياً في مجالات الفكر والمعرفة والعلم والفن والأدب, وقرروا بصفة جدية الأخذ عن غيرهم , وما أبدعته الحداثة في كل هذه الميادين.
أما أطروحة (فهمي جدعان) فهي أن الأزمنة الحديثة إنما تبدأ مع ابن خلدون الذي اعتبر إشكاليته هي الإشكالية الحضارية في الأمة التي يقوم عليها قيام الحضارات وانهيارها, أو صورة الأمة أو الدولة المثلى التي يمكن لقيامها أن يجنب الأمة استمرار التقهقر ويحقق لها الانعتاق من حالة الانحطاط والسير في طرق التمدن والتقدم. وعند (رضوان السيد) أن تتقدم إشكالية التقدم على إشكالية الهوية.
لا شك في قيمة مثل هذا النقد الأكاديمي, وفي حقل الدراسات الإسلامية بالذات, ومن الضروري الانفتاح عليه والتواصل النقدي معه. حيث تتأكد قيمته مع ما أصاب حقل الدراسات الإسلامية من جمود وانغلاق وتشبث بالنمط التقليدي القديم ومحدودية في مواكبة تطورات الفكر العالمي والمستجدات الحديثة في ميادين العلوم والمعارف والمناهج وهذا ما يمكن أن تضيفه أو تعرف به وتؤكد عليه تلك الكتابات الأكاديمية.
أما النقد الذي يسجل على النقد الأكاديمي وبالذات كتابات (أركون) فهو الإفراط الشديد في استعمال المفاهيم والمصطلحات التي تنسب على الفكر الأوروبي لتفسير وتحليل ونقد النصوص والمعارف الإسلامية, والمغالاة في تطبيق منهجيات الألسنيات والعلوم الإنسانية والاجتماعية, والتقليل من شأن منهجيات الفقه وأصول الفقه واللغة والتفسير, بالإضافة إلى التجريد النظري والإسراف في النقد والتعامل الفوقي والنخبوية المتعالية.

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/18.gif



قديم 02-29-2008, 12:04 PM   #4


رشيد برادة غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية رشيد برادة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: الدار البيضاء
المشاركات: 37,714
معدل تقييم المستوى: 10
رشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديدرشيد برادة قلم جديد
مؤسس الموقع  
/ قيمة النقطة: 0
الإدارة العامة  
/ قيمة النقطة: 0
مجموع الأوسمة: 2 (المزيد» ...)

عرض ألبوم رشيد برادة

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

الفكر الإسلامي: سؤال النهضة وحوار الغرب

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/47.gif

[align=center]الدكتور محمود عكام المتخصص في الفكر الإسلامي، والأستاذ في جامعة حلب هو أحد أبرز علماء حلب وشيوخها، اشتهر منذ منتصف الثمانينيات (القرن الماضي) في مدينة حلب خطيباً لجامع التوحيد الكبير، وخلال عقد ونصف استطاع أن يترك بصماته على وعي جيل بأكمله في هذه المدينة السورية العريقة، حتى إنه لينسب إليه كل التيار التجديدي، والذي يطلق عليه البعض أحياناً "العكاميُّون". اتسم فكره بالانفتاح على كل التيارات، وسمحت له ثقافته المتنوعة ـ التي جمعت بين العلوم الإسلامية الأصيلة، والثقافة الغربية وخصوصاً الفرنسية ـ أن يكون وسطيَّ التوجُّه، ورغم ذلك عانى من قسوة المذهبيات والتحزبات، وتزمت كثيرٍ من الشيوخ.
في هذا الحوار نتناول بالمناقشة مشروع النهضة الإسلامي في ظل التنوع الكبير والاختلاف الواسع الحاصلين في الفكر الإسلامي، ومقتضيات ذلك في الحوار (الإسلامي ـ الإسلامي، الإسلامي ـ القومي والوطني، والإسلامي ـ الغربي) في ظل العلاقة مع الواقع، ومع التغيرات الراهنة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي والعالم برمته، نتحدث عن العوائق والمشكلات التي تواجه النهضة، والآفاق المفتوحة لها في ظل التطورات التقنية الجديدة، في محاولة لاستشراف دور الأمة ومستقبل الفكر الإسلامي في مشروعه.
ثمة تنوع كبير واختلاف واسع وتيارات عديدة في إطار الفكر الإسلامي الراهن، حدث ولا يزال يحدث مع التغيرات التاريخية، كيف تنظرون إلى المشهد الثقافي الفكري الإسلامي في ظل المتغيرات الفكرية القومية والعلمانية في العالم العربي والإسلامي؟
لعل المشهد الثقافي الفكري الإسلامي في ظل التغيرات الفكرية القومية والعلمانية في العالم العربي والإسلامي هو أيضاً في حالة تغيّر وتبدل، ومنحى التغيّر والتبدل يتجه إلى السعة والتنوير، فالسعة تعني تجاوز الحركة الحزبية الضيقة، والفكرة المذهبية، والبحث عن خطاب أشمل من ذي قبل، وأما التنوير فيعني محاولة رؤية التقاطعات بين الفكر الإسلامي والفكر القومي والعلماني ليصار إلى الاعتراف بضرورة الحوار بين الجميع اعتماداً على مرتكزات اللقاء التي أفرزتها تلك التقاطعات.
هناك حديث عن "فجوة" فاصلة بين متطلبات إيمان المسلم وظروف العصر الراهنة. تضيق كثيراً لدى بعضهم، وتتسع كثيراً لدى بعضهم الآخر وبعوامل مختلفة، كيف بإمكاننا أن نتجاوز تلك الفجوة أولاً؟ ثم كيف يمكن أمام هذه المحاولة تجاوز عقبة الحيرة التي تتملك الشباب لدى وقوفهم أمام هذا التنوع والاختلاف الواسعين في الفكر الإسلامي؟ وإلى أي حد تجد الفكر الإسلامي معزولاً عن الواقع؟
هذه الفجوة قائمة بين كل ذي مبدأ وبين الواقع بغض النظر عن طبيعة المبدأ، وذلك لأن المبدأ عادة أقرب إلى المثال، والواقع واقع، وهنا تبرز قضية "المجاهدة" في المنظور الإسلامي التي تعني السعي إلى تغيير الواقع بما يتناسب والمبدأ أو إلى استنباط دلالات من النصوص تتوافق والواقع الراهن الصعب؛ الذي لم يقبل إلى الآن تغييراً ولا تبديلاً.
وإذا ما أردنا تخفيف الفجوة ووطأتها فلابد من الاعتراف أولاً بقوة الواقع واستعصاء تغييره جذرياً، وثانياً: يجب البحث عن ثوابت المبدأ أو الإسلام التي لا تقبل التغيير، والبحث عن ثوابت الواقع التي لا تقبل التبديل، والتحرك بعدها في متغيرات الواقع ومتغيرات المبدأ بوعي وفهم ضمن خطة ترمي إلى خدمة الإنسان عقلاً وجسماً، صورة وحقيقة.
فالواقع غالباً ما يكون تراكم تجارب، والمبدأ غالباً ما يكون عقلانياً، والعلاقة بين التجارب والعقل علاقة بين المشخّص والمجرّد، والمشخّص والمجرّد أمران متلازمان؛ فقد يعايَر المجرد على المشخص إذا كان الثاني ينطوي على ثابتة من ثوابت الواقع، وقد يعايَر المشخص على المجرد إذا كان الثاني هنا ينطوي على ثابتة من ثوابت المبدأ.
وحيرة الشباب يا سائلي: لا يقضى عليها إلا بالإقناع العلمي والنمذجة الفعلية، والبرهنة الحالية، والبحث في خفايا وثنايا شخصيات محترمة وإراءة الشباب حركة هذه الشخصيات وواقعيتها وفق ما ذكرنا آنفاً.
وأما عزل الفكر الإسلامي عن الواقع، فأمر يتعلق بحامله، والإنسان حيث يضع نفسه، فإذا كان الذي يتبنى الفكر الإسلامي: يعزل نفسه ظناً أن لا علاقة للفكر بهذه الساحة المعزول عنها، فهذا ظنه وإن كان يعزل نفسه وهماً أن الإسلام لا يقر هذا المجال ولا صلة له به فهذا أيضاً وهمه وهلّم جراً.
هذا يجرنا إلى سؤال النهضة، فما قُدم من مشاريع إسلامية للنهضة منذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية وحتى اليوم يعاني من مشكلة عدم الوضوح والتبلور، وأحياناً كثيرة السقوط في دوامة العمل السياسي وحسب، برأيكم إلى ماذا تعود هذه المشكلة؟
وقع الفكر الإسلامي في مطبين بعد سقوط الخلافة العثمانية:
الأول: مطب ردة الفعل على المكانة السياسية الضائعة، بالرغم من أنها ـ في قيامها ـ لم تكن مُرضية ولا مقنعة لمن هم في عصرها من ذوي التنوير، وهذا المطب أفرز اجتراراً لماضٍ لا تتجلى فيه معالم السياسة الإسلامية المطلوبة فغدا الحديث عنها مجملاً غير مفصّل، إذ التفصيل ضار بنا نحن مَنْ نتحدث عن الأمجاد، فلو أطلعنا وأطلعنا على دقائق ما كان يجري في ردهات قصور أهل الخلافة، لأنكفأنا خجلاً مما وقع أمام مَنْ نحكي لهم حكاية المجد والعزة في الخلافة.
والمطب الثاني: التغريب الذي أخذ ببعضٍ منا فرماه في بيداء اللهث وراء الغرب والبحث عن سر تقدمه وتفاصيل تطوره مع نسيان مقومات تطورية إسلامية.
وغدا العود إلى الإسلام ثقافة ودراسة يمر من منعطف الغرب، وبدلاً من أن يشتغل المهتمون والمختصون بالفكر الإسلامي بالإسلام توضيحاً وتقديماً متماسكاً راحوا فاشتغلوا بالاجترار أو بالدفاع عن الإسلام أمام اتهامات الغرب والمستغربين.
والصحوة التي بدا طالعها هي إعادة تقديم الإسلام بمعزل عن المطبين السابقين، وصياغة أحكام هذا الدين وآرئه وفق إجراءات وأدوات إبداعية جديدة في مختلف سياقات العلوم.
في مشاريع النهضة الإسلامية كان القرآن دوماً أساساً للمشروع، بل إعادة تفسيره، وهكذا جاء القرن الماضي بعدد من التفاسير والدراسات التفسيرية الوفيرة نسبة لما قبلها في كل قرن، وفي كل مرة يستدعى فيها القرآن الكريم كان يستدعى مذهبيا ً(إيديولوجياً)، بحيث يتم التركيز فيه على بعض الآيات وبعض التأويلات حتى بدا لبعضهم أن القرآن يحتمل أي تفسير، بل إن بعض المحاولات العلمانية في ظل الصراع الإيديولوجي مع الفكر الإسلامي كانت تؤكد إمكانية قراءته "إيديولوجيا" قراءة معاصرة، كيف نتعامل مع القرآن الكريم؟ وهل تجدون أن هناك مشكلة في المنهج التفسيري؟ وهل علينا أن نطور منهجاً بالاستفادة من العلوم الغربية مثلاً باعتبار القرآن الكريم مركز المشروع الإسلامي؟
فعلاً القرآن الكريم سيبقى أساس المشروع النهضوي الإسلامي، بيد أن تفسيره واستنباط الأحكام منه يستدعي من كل المعنيين والمهتمين دراسة الوسائل المشروعة المستخدمة في الاستنباط والاستخراج والتفسير، من لغة عربية وسياقات قرآنية واصطلاحات إسلامية وأحاديث نبوية ذات صلة، وظروف حافّة زمنية ومكانية.
وإذا كان القرآن الكريم صالحاً لكل عصر كما هو معلوم في سجل مقولات الفكر الإسلامي فإنه يقتضي استنفاد وسائل كل عصر وتجييشها لعملية الاستنباط من القرآن الكريم، وها قد أفرز عصرنا اليوم ضوابط وقواعد للتعامل مع النص بشكل عام فلنسعَّ إلى امتلاكها لتكون من ضمن وسائلنا: الألسنيات والإناسيات وعلم الدلالة والمورفولوجيا، وسواها..
ماذا يعني لنا السلف في إطار مشروع النهضة؟
"السلف" في إطار مشروع النهضة هم أولئك الذين وعوا النصوص الأصلية لهذا الدين كما ينبغي، وجهدوا في البحث عن صحة الثبوت للنصوص غير القرآنية، كما اشتغلوا بأمانة العالم في الدلالات والأبعاد المعنوية، وتمسكوا بالتفكير ونتائجه وأعرضوا عن التبرير ووبالاته ، كان همهم العمل بما علموا، وليس بما اعتاد الناس.
"السلف" ـ أيها السائل الكريم ـ حالة علمية عملية واعية متثبتة صادقة شكلّت ـ في زمنها ـ تنزيلة صادقة لمصادر الإسلام الثابتة، فهي بالنصوص حركتها الصادقة الواعية، والنصوص بها أسّ ومركز لا غنى بها عنها.
* لا شك في أن لديكم رؤية للتغيير، نجدها في مؤلفاتكم، وفي إطار هذه الرؤية تركز كتاباتكم ومحاضراتكم على "إنسانية" الإسلام، نجد هذا على سبيل المثال في كتابكم "الإسلام والإنسان" و"الحوار من الإنسان إلى الإسلام" ما هو تفسير ذلك ؟
لا شك في أنني أدعو الإنسان كل الإنسان إلى حقيقة الإسلام، ومنطلق دعوتي هذا الإنسان إرادةٌ خيّرة صادقة له لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وأما المنهاج الآتي بعد المنطلق فهو: النص الذي اشترط فيه شرطين لصلاحه وصلاحيته.
أما الشرط الأول فهو: التوصيف الدقيق الصادق للإنسان.
والثاني: التوظيف المناسب لهذا الإنسان، والإنسان إذ يرى وصفه بشكل صحيح يجدّ في استلهام مساره وطريقته من حيث رأي وصفه. وفي رأيي يجب تقديمُ القرآن على أنه كتاب الإنسان ونصه الذي لا ينفك عنه ولا يغادره، لأنه يمسه ويلامسه ويجليه ويحدّده.
وبعد المنهاج لابدّ من "غاية" ترتسم في نهاية المنهاج، والغاية شرطها قربها من الإنسان، وهي في القرآن عبادة الله الخالق صاحب الدينونة على العباد، ومن وراء الغاية يأتي الهدف الذي يرسمه الإسلام في الدنيا تمكيناً بعدل في الأرض، وفي الآخرة نجاحاً وفلاحاً وفوزاً.
بمعنى آخر: ملامح التغيير الذي أؤمن به تعني لدي:
إعادة الصياغة لهذا الدين وفق حاجات الإنسان وضروراته ومتطلباته، وهذا لا يكون إلا بدراسة الخطاب دراسة جادة ودراسة المخاطب كذلك، والمخاطب هو الإنسان، ومن ثَمّ الجرأة والاقتدار والمكنة على العرض بما يناسب الزمان والمكان الراهنين.
* هناك أيضاً تركيز على الغرب والدعوة الإسلامية فيه، ولديكم مثلاً: "رؤية أولية حول تفعيل دور الإسلامي في الغرب". هل نملك فعلاً أن نؤدي دوراً فعالاً في الغرب ونحن نعيش الآن كل أنواع القهر والاستتباع والهيمنة الغربية الطاغية؟ أليس من الأجدى بنا أن نفكر كيف نفعّل دور الإسلام في بلاد المسلمين أنفسهم؟ وكيف نتعايش أولاً مع اختلافاتنا المذهبية والسياسية الحزبية؟
لا يتعارض ـ في رأيي ـ التفعيلان، ولعل بينهما جدلية بمعنى أن تفعيل الدور الإسلام في الغرب لا ينفي تفعيله في بلاد المسلمين، بل يمكن أن يقوي كل من التفعيلين الآخر إذا ما مورسا معاً.
والسياسة الخارجية لا يقال إنها أقل أهمية من السياسة الداخلية بل يجب القيام والتحضير لكلا السياستين، وكذلك الأمر بالنسبة للتفعيل.
فمن ملك قدرة مخاطبة الغرب من المسلمين فليخاطبه، ومن ملك قدرة مخاطبة المسلمين فليخاطبهم شريطة التكامل بين الخطابين، أو شريطة امتلاك رؤية عامة موحدة من قبل كلا الفريقين. وأعني بالغرب في هذا المجال الشعوب التي لا تزال تتقبل حواراً بل تطلب حديثاً تلبي من خلاله تطلعاتها وآمالها. وقد كانت لي تجربة خطاب مع الغرب إبان دراستي في فرنسا بين عام 1979-1984م حيث وجدت آذاناً صاغية لحديثي، وعيوناً صادقة التطلع إلى شرق إيماني ووجداني ولعل المجال لا يتسع لذكر الحوادث، لكنني نثرت كثيراًَ منها فيما كتبت من مقالات ونشرات وكتب...
* عندما نحاول مخاطبة الغربي بالإسلام وندعوه إليه وإلى الإيمان به باعتباره شرع الله الخاتم، ألن تستوقفه تلك الهوة بين ما ندعو إليه وبين واقع مجتمعاتنا الإسلامية؟
أجل ستستوقفه تلك الهوة وهذه الفجوة، ولعل تعليلنا الواعي للأسباب القابعة وراء هذه الهوة كفيل بردمها في منظور الغربي هذا، والتعليل الواعي يعني أموراً:
أولها: الاعتراف وعدم المكابرة.
وثانيها: التأكيد على أن مثل هذا المرض يصيب سائر المبادئ وأصحابها في فترات الانحطاط ، فالفجوة بين النظرية والتطبيق لابد أن تمر بها كل المبادئ والمذاهب، والإسلام واحد منها يصيبه ما يصيبها.
وثالثها: مصداقية التوصيف لهذه الفجوة، فلا نبالغ ولا نتغافل، لأنني أخشى من مبالغات تجعل الإسلام في واد والمسلمين في واد مغاير تماماً علماً أن الواقع لا يعني كل هذا ولا يفيد هاتيك المغايرة الكاملة.
ورابعها: إراءة الغربي الإسلام من خلال مصادره الأصيلة والأصلية، وإفهامه أننا حين ندعو إلى الإسلام ندعو إليه أنفسنا والآخرين، لأن العقل اقتنع به وما علينا جميعاً إلا إزالة العقبات من طريق التحويل إلى واقع ذي مصداقية متقاربة جداً مع الإسلام النظري.
في مهب "العولمة" أصبح مصيرنا مهدداً من خلال تعرض تراثنا وديننا لتهديد الغزو الثقافي الغربي، وللأمركة على وجه التحديد، وبالتالي أصبحنا في موقف دفاع وحماية، حتى العلمانيون أخذوا يدافعون عن التراث الإسلامي بصورة لا فتة للنظر، هل يمكن القول إن "الحوار" مع الغرب أصبح متعذراً في الظروف الجديدة؟ وكيف نقدّم له شيئا ًونحن مهددون في الثقافة والسياسة والاقتصاد؟
الحوار لن يكون متعذراً في ساعة من الساعات، ولكنه ربما أضحى صعباً وشاقاً، ولعل الخطوة الأولى التي إن خطوناها قاربنا الحوار وعززناه هي: السعي إلى حوار داخلي أي تثبيت هذا الخط الذي هو الحوار صلة واصلة بين المسلمين، واعتماده طريقاً ليس ثمة سواها تكتنف كل علاقات العرب والمسلمين فيما بينهم حتى إذا فعلنا هذا أقمنا سداً منيعاً يصعب اقتحامه من قبل الغربيين أو الأمريكيين لينفذوا منه ويؤلبوا بعضنا على بعض.
بمعنى آخر: فلنفرض الحوار بيننا ولنقمه، فإن فعلنا فقد فعلنا الحوار مع الجميع؛ وإلا فقد خرّبنا.
ثمة نقطة أخرى في هذا المجال وهي أن الشعوب الغربية ـ دون الحكومات والحركات ـ لا تزال تقبل الحوار منا معها، وهذا ما نلمسه عبر الجاليات الإسلامية والعربية المقيمة في ديار الغرب.
وفي النهاية فأنا مطالب نفسي وكل من يبتغي إعادة الحياة إلى الحوار أن يكون على مستواه علماً وثقافة وأخلاقاً ونبلاً وتحملاً وتمثلاً علمياً لمبادئ دينه الذي يحاور له من أجله، وعلينا أن نفهم أن الحوار لا يعني إلا الاجتهاد في إصابة الحق في كل أمر والسعي إلى تقديم هذا الحق المجتهد في الوصول إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والأساليب الإنسانية الواعية الواقية العالمة.
هل تقدم لنا التقنيات الجديدة شيئاً في ذلك؟
التقنيات الحديثة الجديدة وسيلة من وسائل الحوار العلمية فلنحسن استعمالها واستخدامها، وهي التي مهدت الطريق إلى حوارات لا يصيبها اللغط، وأعني بالوسائل:
ما أفرزه العصر الحديث من: "الانترنت" وكل المماثلات لها في عالم الحاسوب، وقد تبدّت بوادر هنا وهناك على رقعة هذه التقنيات بل ربما رأينا بعضاً من ثمارها، والانتفاضة الفلسطينية اليوم موضوع تجربة حوارية على شاشات "الإنترنت" بين مؤيديها ومعاديها، وقد تغيّرت كثيرمن وجهات النظر نتيجة الحوار على هذه الشبكة.
يفرّق بعضهم بين الغرب السياسي والغرب الثقافي والمعرفي، وفي حين يصف الغرب السياسي بالإجرام والعنصرية، يصف الغرب الثقافي والمعرفي بالفتوحات و التطورات المذهلة الإنسانية، وهو شأن معظم العلمانيين وبعض الإسلاميين الإصلاحيين، أما بعضهم الآخر فيطابق بين الغرب السياسي والغرب الثقافي والمعرفي بحيث إن ما يحدث الآن في القدس وفلسطين بمساعدة الغرب وانحيازه للصهيونية، لا ينفصل عن منظومته الفكرية، فلابد أن يكون هناك انسجام بينهما، وهو موقف معظم الإسلاميين، كيف تنظرون إلى هذه القضية، باعتبارنا لا يمكن أن نتجاهل الغرب؟
أنا أفرق بين الغرب السياسي والغرب الاجتماعي، لأن للغرب السياسي ثقافته ومعرفته، وللغرب الاجتماعي الشعبي ثقافته ومعرفته، وقد قلت في أثناء الإجابات السابقة إننا معنيون الآن بمخاطبة الغرب الاجتماعي أو الشعوب الغربية لأنها ربما كانت في بعض الأحيان إحدى ضحايا الغرب السياسي المستعدي من خلال وسائله الإعلامية وثقافته التي تنطبق عليها سمة التبرير.
وليس ثمة منظومة فكرية غربية عامة تحكم السياسي أو الحاكم أو الاجتماعي أي الشعب على خلاف بلاد الإسلام بشكل عام فهناك منظومة فكرية عامة تحكمها هي الإسلام.
والمنظومة الفكرية الغربية هي منظومة مصلحة أو مرجعية المصلحة، وليس بالضرورة على الإطلاق أن تكون مصلحة السياسي هي ذاتها مصلحة الشعب بل كثيراً ما نرى تظاهرات تعلنها الشعوب الغربية ضد حكوماتها بسبب اختلاف المصلحة، وما تلك التي حدثت في أمريكا حين عقدت منظمة التجارة العالمية عنا ببعيدة وسواها وسواها.
بعد انقضاء الصراع الإيديولوجي مع المنظومات الفكرية المتغرّبة كيف ترون مستقبل تطورات الفكر الإسلامي؟
بعد انقضاء الصراع "المؤدلج" مع المنظومات الفكرية العربية المتغربة لصالح الفكر الإسلامي الحر، فإني أرى أن الفكر الإسلامي ونجاحه على مستوى عالمي مرهون بما وصفته به وهو "الحرية"، والحرية تعني قدرة "الحوار"، وقوة في ميدان رسم ملامح صيغة تعايشية للعالم كله الذي غدا قرية صغيرة كما يقال، وعلى الفكر الإسلامي أن يحل مشكلاته الداخلية بصمت، "فالسنة والشيعة" وقضية التخالف والاختلاف بل والنزاع يجب أن تزول، و"الصوفية والسلفية" وأمر الصراع القائم بينهما يجب أن ينتهي لصالح الوحدةو التآلف والأمة الواحدة المتماسكة.
كما أن فهم مستجدات العلوم الوسائلية أمر في غاية الأهمية من أجل مستقبل حضاري للفكر الإسلامي، وإضافة إلى هذا: فالتنقية والتعرية لهذا الفكر الإسلامي حاجتان ملحتان، وأعني بها تخليص الدين الإسلامي من شوائب العادات الاجتماعية، وخبائث الجنايات السياسية التي قدمها الحكام الظلمة على هذا الدين وألحقوها به زوراً وبهتاناً وعدواناً.
وإلا ـ أي إن لم يكن هذا الذي ذكرت ـ فالفكر الإسلامي سيتطور نحو الأسوأ ـ والعياذ بالله ـ وسيعلن بحالِه حالة الطوارئ لقيام الساعة التي أبت إلا أن تقوم على لكع بن لكع.
من الملاحظ أن النخب الإسلامية وغير الإسلامية كانت تنظر إلى الجمهور وكأنها وصية عليه وبقيت الأمة طيلة القرن الماضي وحتى الذي قبله معزولة لا دور لها في التغيير، سوى دور الأداة أو حقل التجارب، فلم يكتب عن مفهوم الأمة ودورها وكيفية قيامها بهذا الدور خلال قرن كامل ما يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، لعل من بينها كتابًا لمحمد المبارك، وآخر للدكتور ماجد عرسان الكيلاني، كيف ترون إمكان إعادة أو استعادة الأمة لهذا الحق أو الدور ؟
أظن أنه كتب أكثر مما ذكرتَ عن الأمة وتحدث المهتمون عنها أوفر مما قررت، لكنني أتفق معك على أن الذي كتب قليل في حق كيان هو الأهم في حياة المسلمين، وأنا إذ أقول هذا أشير إلى عدد من خطب الجمعة، خصصتها للحديث عن الأمة الإسلامية، كما أنني وجهت عدداً من طلاب الدراسات العليا لتكون أبحاثهم حول هذا "الكيان" المطلوب.
"الأمة" في مقابل الفرد، وكما أن الفرد كلٌّ ليس فيه بعض مهمل وآخر يعتني به على حساب المهمل، فكذلك الأمة هي كلٌّ من الأفراد له دوره المهم فالمسلمون ذمة واحدة يجير عليهم أدناهم، كما ورد عن سيد الأمة والأمم محمد صلى الله عليه وسلم .
الأمة حالة منشودة للمسلم فهي صيغته الجماعية وهو اختزالها الفردي، والعالّم اليوم لا يقبل بواحد دون الآخر وإنما الذي يبتغيه الكيانان معاً.
ومقومات هذه الحالة المنشودة: مبدأ ناظم ولغة حاكمة سائدة تشكل أساس الخطاب والتخاطب، وتاريخ مشترك، ومستقبل واضح السمات والصفات مطلوب لها كلها.
والنخب إن استعلت على الأمة سقطت، فهي كمن يستعلي على نفسه، والنخبة في رأيي هي التي تشكل بالنسبة للأمة قاعدة الهرم فعليها يقوم رأسه الظاهر والرأس الظاهر هو الإعلام والمظاهر والحالة العامة العامة المتبدية لهذه الأمة.
وفي النهاية أشكرك أيها الأستاذ الباحث ودمت موفقاً ودامت تلك الشبكة التي وصلت بيننا في هذا الحديث، صلة طيبة بين كل الغيورين على الإنسان وما ينفعه.
[/align]

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/18.gif



قديم 02-29-2008, 05:36 PM   #5

casawi غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية casawi
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,192
معدل تقييم المستوى: 18
casawi قلم جديد

عرض ألبوم casawi

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

تعريف الفكر

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

تعريف الفكرمن يراجع قواميس اللغة والدراسات المنطقية والعلمية التي عرّفت الفكر وتحدثت عنه، يجد أن للفكر تحديداً واضحاً وتعريفاً دقيقاً في هذه الدراسات والعلوم، ومن المفيد هنا أن نعرض عدّة تعاريف للفكر كما وردت لبعض أعلام الفكر والعلم واللغة:
قال الراغب الاصفهاني: " الفكرة قوّة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكّر جولان تلك القوّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلاّ فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب".
ولهذا روي:
(تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكّروا في الله، منزّهاً أن يوصف بصورة).
قال تعالي:
{ كذلك يُبيّنُ اللهُ لكُمُ الآيات لعلكّم تتفكّرون}. (البقرة /219)
ورجل فكير: كثير التفكير.
قال بعض الأدباء: " الفكر مقلوب عن الفرك، لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلباً للوصول إلى حقيقتها" (1)، وقال ابن منظور: "الفكر اعمال الخاطر في شيء" (2).
وعرّف المرحوم الشيخ عباس القمّي الفكر بقوله: " إعلم انّ حقيقة التفكّر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه. وقيل التفكّر سير الباطن من المبادئ إليى المقاصد، وهو قريب من النظر، ولا يرتقي أحد من النقص إلى الكمال إلاّ بهذا السير" (3).
وعرّف الشيخ محّمد رضا المظفّر الفكر بقوله: "تعرف مما سبق انّ النظر _ الفكر _ المقصود منه إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلى المطلوب".
والمطلوب هو: العلم بالمجهول الغائب؛ وبتعبير آخر أدق: أنّ الفكر هو حركة عقلية بين المعلوم والمجهول (4).
وهكذا يضع هذا الفريق من الأعلام بين أيدينا الإيضاح والتعريف لكلمة (الفكر والتفكر). وهكذا تتضح حقيقة التفكّر، وتشخيص معناها، وبأنها: حركة عقلية وقوّة مدركة يكتشف الإنسان عن طريقها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث عنها ويستهدف تحصيلها، فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة.
نخلص من ذلك إلى نتيجة هامّة وهي: انّ الإسلام حينما دعا إلى التفكر إنّما دعا إلى العلم والمعرفة واكتشاف قوانين الفكر والطبيعة والمجتمع والحياة. وبذا أعطى الحياة والحضارة والمعرفة الإسلامية صفة الحركية وهي سر النمو والتطور والفاعلية والبقاء المؤثر في مسيرة


قديم 02-29-2008, 05:41 PM   #6

casawi غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية casawi
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,192
معدل تقييم المستوى: 18
casawi قلم جديد

عرض ألبوم casawi

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

التفكير الإسلامي

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

التفكير الإسلامي:وإذا كان هذا هو التفكّر بصورة عامّة، وان نتاج عملية التفكير ومحصلته العلمية يمكن أن نسميها (الفكر) فلنقف إذن عند قضية أساسية في حياة الأمّة الإسلامية وأجيالها المتعاقبة وفي حياة البشرية، وهي قضية (التفكير الإسلامي )و( الفكر الإسلامي ) وماذا نقصد بكل منهما:
أ _ التفكير الإسلامي:
وبناء على ما قدمنا من تعاريف للفكر والتفكر نأتي هنا فنعرّف التفكير الإسلامي، وبما انّ لكل عمل عقلي ونشاط فكري منهجه ومنطلقاته وأهدافه، وبما أنّنا قد فهمنا انّ التفكير حركة عقلية تبدأ من المعلوم لتنتهي إلى اكتشاف المجهول، فإذن انّ هذه الحركة العقلية إذا ما مارست دورها في مجال المعارف الإنسانية كالفلسفة والتشريع وعلم الأخلاق والتوحيد ونظريات الاقتصاد والسياسة والأدب وعلم النفس الاجتماعي وفلسفة التأريخ ... الخ، ستمارس عملها كالآتي:
1 ـ تنطلق من مبادئ ومقدّمات محدودة المعالم حسب المجال الفكري الذي تتحرّك فيه.
2 ـ تسير وفق منهج وطريقة معينة تتناسب ونظرة المفكّر وطريقته في التفكير.
3 ـ تنتهي إلى نتائج فكريّة محدودة الصفة والهوية.
فان كانت هذه العملية الفكرية تنطلق من منطلقات ومقدّمات فكرية إسلامية أو منسجمة مع الخط الإسلامي، وسارت وفق منهج تفكير اسلامي، واستهدفت تحصيل نتائج وفق هذه المقدمات وطريقة التفكير التي اعتمدتها، مستهدفة الحصول على نتائج فكرية ذات طابع وهوية
إسلامية، سيكون هذا التفكير تفكيراً إسلامياً. وأما إذا لم يجر التفكير وفق تلك المبادئ الإسلامية الثلاثة، فلن نصفه بأنّه تفكير إسلامي، لأنّه انطلق من مقدمات غير إسلامية، وتحرّك وفق منهج تفكير غير إسلامي، وانتهى بصورة حتمية إلى نتائج غير إسلامية.
وإذن نستطيع أن نعرّف التفكير الإسلامي بأنّه: " كل حركة عقلية تجري على أسس إسلامية مستهدفة تحصيل فكر إسلامي ملتزم".
ب ـ الفكر الإسلامي:
وبعد أن عرّفنا التفكير الإسلامي نستطيع أن نعرّف الفكر الإسلامي بأنّه:
(مجموعة العلوم والمعارف القائمة على أسس وموازين إسلامية).
وبهذا يكون الفكر الإسلامي: (هو الفكر الذي انتجه التفكير الإسلامي الملتزم بالأسس والموازين الإسلامية).
وهكذا ننتهي إلى نتيجة أساسية في مسألة تحديد هوية وصفة الفكر والثقافة والحضارة والمعرفة، ووصفها بأنّها إسلامية أو غير إسلامية، فليس كل ما أنتجه المسلمون يصح أن نصفه بأنّه إسلامي، إنّما يوصف الفكر الملتزم بالإسلام فقط بأنّه إسلامي، وتنطبق هذه الحقيقة على كل إنتاج فنّي وأدبي أيضاً كما انطبقت على كل إنتاج فكري. فلا نسمّي الإنتاج الأدبي بأنّه أدب إسلامي، إلاّ إذا كان أدباً ملتزماً بالقيم والموازين الإسلامية، وحاملاً طابع الإسلام وروحه.
وكذلك لا نسمّي كلّ فنّ ينتجه الفنّانون المسلمون فنّاً إسلامياً، إلاّ إذا كان فنّاً ملتزماً بالقيم والموازين الإسلامية ومعبّراً عنها. قال تعالى:
{ صبغة الله ومن أحسنُ من الله صبغةً ونحنُ الهُ عابدون} (البقرة/ 138)


قديم 02-29-2008, 06:15 PM   #7

casawi غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية casawi
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,192
معدل تقييم المستوى: 18
casawi قلم جديد

عرض ألبوم casawi

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

مصادر الفكر الإسلامييحدد المصدر الذي تؤخذ منه الأفكار والمفاهيم والمبادئ والقيم طبيعة الفكر وهويته وخصائصه وقدرته على النمو والعطاء والتأثير والفاعلية.وبقدر ما تكون حيّة وغنية معطاءة، يكون الفكر حيوياً وغنياً ومتماسكاً في بنيته ووحدته العضوية. ويمتاز الفكر الإسلامي بأنه فكر يصدر عن منابع ومصادر ثرّة غنية أكسبته كل عناصر القوة والإبداع والنمو المستمر. ومصادر الفكر الإسلامي يمكننا أن نقسمها إلى قسمين هما:
1 - مصادر أولية وهي:
أ _ الكتاب.
ب _ السنّة.
ج _ العقل .
د _ الإجماع.
2 - مصادر ثانوية وتشمل:
أ - آراء الفقهاء.
ب - آراء المفكّرين الإسلاميين الملتزمين.


قديم 02-29-2008, 06:19 PM   #8

casawi غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية casawi
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,192
معدل تقييم المستوى: 18
casawi قلم جديد

عرض ألبوم casawi

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

1ـ المصادر الأولية:
أ ـ الكتاب:
يعتبر القرآن الكريم مصدر الفكر ومنبع الفهم والمعرفة والتشريع والحضارة ومقياس الخطأ والصواب، وعلى أساسه يبني المسلمون فكرهم وحضارتهم وثقافتهم وعلومهم ومعارفهم في الفقه والتشريع والعقيدة والفلسفة والأخلاق والفنّ والأدب وشتّى صنوف المعرفة والفكر والثقافة.
لقد كان نزول الوحي في أرض الجزيرة العربية على الرسول الكريم محمّد(ص)بداية التغير والانقلاب الفكري والحضاري والعقائدي والاجتماعي الشامل،فقد شكل نزول القرآن منعطفاً تأريخياً حاسماً في حياةالبشرية،ومنطلقاً جديداً.عبّر القرآن عن هذا الانقلاب الحضاري والتأريخي الشامل بانّه إخراج من الظلمات إلى النور،ومن الجهل إلى العلم،ومن الموت إلى الحياة.
قال تعالى:{الركتاب أنزلناهُ إليك لتٌخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} (ابراهيم/ 1)
{ أومن كان ميتاً فأجييناهُ وجعلنا لهُ نوراً يمشي به في النّاس كمن مثلُهُ في الظُّلُمات ليس بخارج منها كذلك زُين للكافرين ما كانوا يعملون}.( الأنعام/122)
ان السعة والشمول والاستيعاب القرآني القائم في نصه ومفهومه وسعة أفق معالجته، مصدر ثر للفكر ومادة أساسية لصناعة وتقويم وتسديد المعرفة الإنسانية ووضعها على طريق الاستقامة.
انّ العلاقة بين القرآن والفكر الإسلامي تتلخص في مجالين أساسيين هما:
1 _ ان القرآن منبع ومصدر للفكر والثقافة والحضارة الإسلامية؛ نظراً لما حوى من السعة والشمول، ومن مادة فكرية وثقافية وعلمية، فقد وضع الأسس والقواعد العامة والإطار الشامل للفكر الإسلامي ولخط الحياة والمعرفة الإسلامية.
وقد نص الوحي على سعة أفق القرآن وعموم معالجته وشموله لكليات وأسس التشريع والفكر والمعرفة الإسلامية.
قال تعالى:{ ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهُدىً ورحمة} (النحل/89 )
{ ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القُرآن من كُلّ مثل } (الاسراء/89 )
وتحدث الأمام علي بن الحسين (عليهما السلام) عن ثراء المحتوى القرآني وغنى نصوصه فقال:
(آيات القرآن خزائن، فكلّما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر فيها) (5).
ووصف الأمام علي (ع) القرآن فقال:
(ثم أنزل القرآن نوراً لا تنطفئ مصابيحه،وسراجاً لا يخبو توقده،وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه، وفرقاناً لا يخمد برهانه، وبياناً لا تهدم أركانه) (6).
وروي عن الأمام علي بن موسى الرضا(ع)انّه قال:[سئل الأمام جعفر بن محمد الصادق(ع):ما بال القرآن لا يزداد على الدرس والنشر إلاّ غضاً؟ فقال: (لأنّ الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة)].
وروي عن الصادق (ع)إنّ القرآن حي لم يمت، وانّه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على أخرنا كما يجري على أولنا) (7).
وتحدث الأمام أبو جعفر محمد الباقر (ع) عن الاستيعاب الفكري الشامل والامتداد الواسع لمضمون القرآن، وغنى الخزين المستبطن في أعماقه فقال:
( إنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمّة إلاّ أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله (ص) ، وجعل لكل شيء حدّاً، وجعل على من تعدّى ذلك الحد حدّاً) (8).
وعن الأمام جعفر بن محمد الصادق (ع): (وما من أمر يختلف فيه اثنان إلاّ وله أصل في كتاب الله عزّ وجلّ ولكن لا تبلغه عقول الرجال) (9).
وروي عن الأمام جعفر بن محمد الصادق (ع):
(إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء، حتى والله ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذاُ انزل في القرآن إلاّ وقد أنزله الله فيه) (10).
وروي عنه ( عليه السلام) أيضاًما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنّة).
وهكذا نصل إلى تشخيص الموقف القرآني في الفكر الإسلامي، وانّه المعين الذي لا ينضب، والمنبع الذي لا يجف، وانّه قاعدة الفكر والحضارة، واساس المعرفة والثقافة.
إنّ القرآن الكريم قد وضع الأسس والكليات العامة للتفكير الإسلامي الملتزم، والمادة الفكرية المحررة من قيود الزمان والمكان، وأرسى قواعد التفكير الإسلامي الملتزم.
وإن فهم القرآن، واستنباط الفكر والمعرفة من كتاب الله يحتاج إلى عقلية إسلامية مستوعبة لروح القرآن، ومدركة لمحتواه الفكري، وقادرة على استبطان العمق وبلوغ الأغوار البعيدة لخزائن القرآن، والربط بين الأفكار والمفاهيم الواردة في كتاب الله واستنتاج المطلوب.
2 - وبالإضافة إلى إن القرآن مصدر للفكر والمعرفة، فانّه مقياس للفكر الإسلامي وميزان لضبط الصواب، وتسديد الفكر وتقويمه. فعلى أساس القرآن يجري تقويم الفكر والمعرفة والثقافة، وبه يُعرف الصواب من الخطأ، فكما انّه مصدر للفكر والثقافة فهو أيضاً مقياس للصواب والأصالة.
قال تعالى:
{فإن تنازعتُم في شيء فردوهُ الله والرّسول} (النساء 59)
{وأنزل معُهُم الكتاب بالحقّ ليحكٌم بين النّاس فيما اختلفوا فيه}. (البقرة 213 )
{وإذا جاءهٌم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوهُ إلى الرّسول وإلى أولي الامر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونهُ منهُم ولو لافضلُ الله عليكُم ورحمتُهُ لاتّبعتمُ الشّيطان إلاّ قليلاً}.(النساء83)
{ وما أرسلنا من قبلك إلاّ نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكذر إن كُنتُم لا تعلمون * بالبيّنات والزُّبُر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنذاس ما نُزل إليهم ولعّلهم يتفكّرون }. ( النحل 43 - 44 )
إنّ الله تبارك وتعالى في كلّ ذلك يثبت لنا وجوب الرجوع إلى
القرآن كمقياس وميزان للفكر ويالمعرفة ومفاهيم الحياة والتشريع والقانون.الخ،صيانة للتفكير السلامي ومحافظة على روح الشريعة ونقائها،وما جاء في السنّة يعضد هذا المبدأ الأساسي ويؤكّده.عن ابي عبد الله _ جعفر الصادق _ عن آبائه عن علي (ع) قال:
(إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف سنّة رسول الله فاتركوه) (11).وقال الصادق (ع) لمحمد بن مسلميا محمد ما جاءتك من رواية من بر أو من فاجر تخالف القرآن فلا تأخذ بها) (12).
إن مبدأ الالتزام بالكتاب والسنة كأساس ومقياس وأداة فحص وتقويم للفكر والمعرفة والثقافة والحضارة، لضمانة أكيدة لتحقيق الاصالة الفكرية وحفظها من التشويه والاندساس والذوبان، وان في هذين المصدرين لغنى وثروة فكرية لا تنفد، وأسساً وموازين لا تقصر في أي مجال من مجالات الفكر والمعرفة عن الفحص والضبط والتقويم وتشخيص الخطأ والصواب.
وقد أغنى العلماء والفلاسفة والمفكرون والباحثون الإسلاميون وأصحاب الفن والأدب الإسلاميين آفاق الفكر الإنساني بالفكر والمعرفة والعطاء الإسلامي الملتزم في كل مجال وفن، واستطاعوا مناقشة ومحاكمة الأفكار والنظريات والفلسفات والمذاهب المخالفة للإسلام على اساس الكتاب والسنة وقواعد العقل، فأنتجوا ثروة فكرية إسلامية فريدة، واستطاعوا إفراز الفكر الغريب والنظريات والآراء الضالّة والمنحرفة، وشخّصوا الخطأ والصواب في النتاج الفكري فاكتمل البناء وتحدد منهاج البحث والتفكير والاستنباط والتثبيت القويم.


قديم 03-28-2008, 05:44 PM   #9

bayood غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية bayood
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: casa
المشاركات: 3,807
معدل تقييم المستوى: 21
bayood قلم جديد

عرض ألبوم bayood

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

جزاكم الله الف خير وكتب لكم ما نقلتم في ميزان حسناتكم
يا اخواني برادة وكازاوي


قديم 03-28-2008, 05:48 PM   #10

casawi غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية casawi
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,192
معدل تقييم المستوى: 18
casawi قلم جديد

عرض ألبوم casawi

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

[gdwl]الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك اخي بيوض اك مني اجمل تحية[/gdwl]


إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد مواضيع قسم «۩۞۩-الـقـسـم ألإسـلامـي-۩۞۩»

ارجو ان يكون ردك على الموضوع بصيغه جميله تعبر عن شخصيتك الغاليه عندنا يا غير مسجل

الفكر الإسلاميتفضل بالدخول



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمات تسلب الفكر وتدخل العقل رشيد برادة «۩۞۩-المـنـتـدى الـــعــــام-۩۞۩» 2 01-16-2010 11:35 PM
أعظم خيرات الفكر !؟ رشيد برادة «۩۞۩-المـنـتـدى الـــعــــام-۩۞۩» 1 03-13-2009 10:54 PM
الجسر بين الفكر والروح والجسد..التنفس. jawal «۩۞۩-المـنـتـدى الـــعــــام-۩۞۩» 2 02-09-2008 01:57 AM
جمال من نوع خاص تفضل بالدخول azizmaroc «۩۞۩-منتدى الكاركاتير والصور النادرة -۩۞۩» 8 05-28-2007 07:08 PM
أهدي لك عشر وردات تفضل بالدخول .....؟؟ أبو .أمين «۩۞۩-المـنـتـدى الـــعــــام-۩۞۩» 8 04-02-2007 08:51 AM


بحث قوقل
 

الموقع غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء فعلى كل شخص تحمل مسؤلية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وإعطاء معلومات موقعه المشاركات والمواضيع تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة رأي القلم الدهبي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر ) ::..:: تم التحقق بنجاح هذا الموقع من أخطاءXHTML Valid XHTML 1.0 Transitional


الساعة الآن 08:07 AM