ماذا ,
مسلم ,
أصحاب ,
مصر ,
لقي ,
أكثر ,
الله ,
المؤمن ,
الموت ,
الذي ,
التوبة ,
التقوى ,
الحديث ,
الخير ,
الحسن ,
الرد ,
الصلاة ,
الصحيح ,
السنة ,
السنن ,
العلم ,
العالم ,
القلب ,
القيام ,
القرآن ,
الكتاب ,
الكبر ,
الكريم ,
صغير ,
سنة ,
علم ,
علاج ,
عبد الله بن مسعود ,
نبي ,
نعم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد و على آله، و صحبه أجمعين .
أما بعد :
إن مما ينبغي العلم به أيها الأحبة أن أمراض القلوب أشد خطراً وأعظم ضرراً من أمراض الأبدان، يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-"لأن غاية مرض البدن أن يفضي بصاحبه إلى الموت،وأما مرض القلب فيفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي، ولا شفاء لهذا المرض إلا بالعلم، ولهذا سمى الله تعالى كتابه شفاء لأمراض الصدور".مفتاح دار السعادة (1 /111)
ومن أمراض القلوب المقيتة الذي يفتك بصاحبه و يؤدي به إلى الردى إذا تمكَّن منه ، داء "الكبر" .
ولقد أصاب هذا الداء العضال بعض ضعاف القلوب! فأدى بهم إلى احتقار غيرهم والاستهزاء بهم،واستنقاصهم ،
فأدى إلى غرس العداوة و البغضاء بين المسلمين و شتت شملهم وفرق كلمتهم، و الله المستعان .
ألم يدرك المتكبر! أن التفاضل عند الله بالتقوى ، لا بالنسب ، ولا باللون، ولا بالمال ، قال جل وعلا ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [ الحجرات :13]
قال الإمام الطبري – رحمه الله-: " إن أكرمكم أيها الناس عند ربكم أشدكم اتقاء له، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، لا أعظمكم بيتا ولا أكثركم عشيرة ". تفسير الطبري ( 26/140)
وقال صلى الله عليه وسلم :"يا أيها الناس إن ربكم واحد و إن أباكم واحد،ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي،ولا لأحمر على أسود،ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى".رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (3/100) من حديث جابر –رضي الله عنه-،وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2700)
ألم يعلم هذا المتكبر بأن في فعله الشنيع هذا! منازعة لله جل جلاله فيما هو متفرد به!!،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل:" الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار" . رواه أبو داود (4090) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله- .
قال الخطابي -رحمه الله- : معنى هذا الكلام أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه اختص بهما لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل ". معالم السنن (4/196 )
ألم يدرك كل متكبر أنه بعيد عن الخيرات قريب للمنكرات ! وأن الله حرم الجنة على من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قال صلى الله عليه وسلم :" لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ من كان في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ من كِبْرٍ". رواه مسلم ( 91) من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه-.
قال الإمام النووي –رحمه الله- :" الحديث ورد في سياق النهى عن الكبر المعروف، وهو الارتفاع على الناس واحتقارهم ودفع الحق ... لا يدخل الجنة – أي- دون مجازاة إن جازاه، وقيل: هذا جزاؤه لو جازاه، وقد يتكرم بأنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة إما أولا، وإما ثانيا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها، وقيل لا يدخلها مع المتقين أول وهلة".الشرح على صحيح مسلم ( 2/91)
ألم يسمع! لوصية لقمان لابنه وهو يعظه بالبعد عن هذا الداء المهلك كما جاء على لسانه في القرآن الكريم ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ) [ لقمان: 18]
قال القرطبي – رحمه الله- :" "أي متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على الناس ".تفسير القرطبي ( 17/258)
لقد كان الأحرى بمن أصيب بهذا الداء! أن يعتبر بقصص من سبقه من المستكبرين ، وينظر ماذا فعل الله بهم ، فهذا قارون أتاه الله مالا كثيرا ،فبدل أن يشكر الله، كفر بنعمته الله ، فطغى وتكبر و أعرض عن المؤمنين ، فخسف الله به وبداره الأرض ، وتركه عبرة لمن جاء بعده ، قال تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) [ القصص :81]
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- : "جزاء من جنس عمله، فكما رفع نفسه على عباد الله،أنزله الله أسفل سافلين ، هو ما اغتر به ، من داره ، وأثاثه ، ومتاعه ".تفسير السعدي (ص 624 )
وقال صلى الله عليه وسلم : "بينما رجل يَتَبَخْتَرُ يمشي في بُرْدَيْهِ قد أَعجبته نَفْسُهُ، فخسف الله به الْأرض، فهو يَتَجَلْجَلُ - يَتحرك- فيها إلى يوم القيامة" .رواه البخاري (5452) ومسلم ( 2088) و اللفظ له ، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
فما أقبح التكبر أيها الأحبة من كل أحد خاصة من الضعفاء و الفقراء
قال صلى الله عليه وسلم :" ثلاثةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ الله يوم القيامة، ولا يُزكيهم ،ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم، شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ".رواه مسلم ( 107)
قال الإمام النووي –رحمه الله- : "العائل الفقير، قد عدم المال وإنما سبب الفخر والخيلاء والتكبر والارتفاع على القرناء الثروة في الدنيا، لكونه ظاهرا فيها، وحاجات أهلها إليه، فإذا لم يكن عنده أسبابها، فلماذا يستكبر ويحتقر غيره؟!، فلم يبق فعله وفعل الشيخ الزاني والإمام الكاذب إلا لضربٍ من الاستخفاف بحق الله تعالى، والله أعلم ". الشرح على صحيح مسلم (2 / 117)
فعلى كل من أصيب بهذا المرض أن يبادر بعلاجه قبل أن يصبح ملازما له، وذلك بالتوبة لله سبحانه ، فأبوابها و لله الحمد مفتوحة، وعليه أن يذكر نفسه بأصلها،فإن أوله نطفة!وآخرة جيفة!، فلماذا يتكبر ؟!وبأي شيء يفتخر ؟!
وليحذر كل الحذر من أن يردَّ الحق،لأن الكبر بَطَرُ الحق- دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا-،وغَمْطُ الناس-أي احتقارهم -،كما قال صلى الله عليه وسلم،كما في حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- الذي رواه مسلم(91).
لأن في رده للحق الذي جاء في الكتاب و السنة ، تكبر على من شرَّعه وهو الباري جل جلاله.
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله ووضعه وصغره وحقره ومن تكبر عن الانقياد للحق ولو جاءه على يد صغير أو من يبغضه أو يعاديه فإنما تكبره على الله فإن الله هو الحق وكلامه حق ودينه حق والحق صفته ومنه وله فإذا رده العبد وتكبر عن قبوله : فإنما رد على الله وتكبر عليه والله أعلم" .مدارج السالكين (2 / 333)
فما استجلبت البغضاء و الشحناء بمثل الكبر أيها الأحبة ، وما اكتسبت المحبة بمثل التواضع ، فما معنى التواضع ؟ وما هي ثمراته في الدنيا و الآخرة ؟ هذا ما سنجيبكم عنه بعون الله في تتمة المقال ، سائلين الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا أن يجنبنا و إياكم أيها الكرام الكبر و الغرور وسائر مساوئ الأخلاق ، وأن يرزقنا التواضع و حب الخير للناس، و سائر محاسن الأخلاق ، فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو عبد الله حمزة النايلي
glh`h jj;fv Hdih hglog,r lh`h lsgl Hwphf lwv grd H;ev hggi hglclk hgl,j hg`d hgj,fm hgjr,n hgp]de hgodv hgpsk hgv] hgwghm hgwpdp hgskm hgskk hgugl hguhgl hgrgf hgrdhl hgrvNk hg;jhf hg;fv hg;vdl wydv skm ugl ugh[ uf] hggi fk lsu,] kfd kul