لم يكن أكثر المتشائمين في فريق ماكلارين مرسيدس يتوقع أن موسم 2007 الذي راود فيه الحلم الفريق في الفوز بلقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان على مستوى الفرق والسائقين سيتحول في لحظة إلى كابوس مزعج ليخرج الفريق خالي الوفاض من بطولة العالم هذا الموسم.
ونجح الفنلندي كيمي رايكونن الأحد في الفوز بسباق جائزة البرازيل الكبرى على مضمار انترلاجوس في مدينة ساو باولو البرازيلية ليتوج بلقب العالم لفئة السائقين للمرة الأولى في تاريخه ويحرم سائقي فريق ماكلارين من الفوز باللقب بعدما سقطا في السباق الأخير بالموسم.
وأنهى رايكونن موسم ماكلارين بكابوس مزعج بعدما احتل رايكونن المركز الاول في سباق الغد ليصعد إلى قمة الترتيب العام للبطولة في الموسم الحالي بينما احتل البريطاني لويس هاميلتون المركز السابع في سباق الأحد ليتراجع من صدارة الترتيب العام إلى المركز الثاني برصيد 109 نقاط وبفارق نقطة واحدة خلف رايكونن.
واقتسم هاميلتون المركز الثاني في الترتيب العام مع زميله الإسباني فيرناندو ألونسو الذي رفع رصيده إلى 109 نقاط أيضا بعدما احتل المركز الثالث في السباق ذاته.
وعانى هاميلتون من مشاكل في صندوق السرعات بسيارته خلال اللفات الأولى من السباق دفعته إلى الفوز بالمركز السابع بصعوبة فائقة مع نهاية السباق.
وجاءت نتيجة هذا السباق ليخرج ماكلارين صفر اليدين من بطولة العالم هذا الموسم بعدما جرده الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) في أيلول/سبتمبر الماضي من جميع النقاط التي حصدها على مدار الموسم ولكن في الترتيب العام لبطولة لفئة الصانعين (الفرق) كما فرض عليه غرامة مالية قدرها 100 مليون دولار إثر إدانته في قضية التجسس على فريق فيراري.
وكانت هذه العقوبة التي فرضها فيا على ماكلارين الشهر الماضي هي أقسى العقوبات في تاريخ فورمولا وان لكنها لا تزيد بأي حال من الأحوال على الصدمة التي تلقاها الفريق أمس بخسارة سائقيه للقب البطولة على مستوى السائقين أيضا.
وكان هاميلتون قد نجح في توسيع الفارق الذي يفصله عن ألونسو أقرب منافسيه على صدارة الترتيب العام للبطولة إلى 12 نقطة وإلى 17 نقطة أمام رايكونن صاحب المركز الثالث وذلك بعد فوزه بلقب سباق جائزة اليابان الكبرى قبل ثلاثة أسابيع فقط وبالتحديد في نهاية الشهر الماضي في الجولة الخامسة عشرة من البطولة.
وبعدها بأسبوع واحد فقد هاميلتون جزءاً كبيراً من سطوته وتراجع هذا الفارق إلى أربع نقاط أمام ألونسو وسبع نقاط أمام رايكونن بعدما فشل هاميلتون في استكمال سباق جائزة الصين الكبرى في شنغهاي نتيجة عطل في السيارة رغم
انطلاقه من المركز الأول في ذلك السباق.
وكان هاميلتون (22 عاماً) في حاجة فقط إلى الفوز بلقب سباق الصين ليتوّج بلقب بطولة العالم قبل السباق الأخير في البرازيل.
وفي نفس الوقت أحرز رايكونن لقب السباق الصيني ليعزز أمله في الفوز بلقب العالم، وفاز ألونسو بالمركز الثاني ليقلص الفارق مع هاميلتون.

ولكن السقوط في السباق الصيني لم يكن نهاية المطاف بالنسبة لهاميلتون الذي احتفظ بالأمل في الفوز باللقب من خلال السباق البرازيلي خاصة وأن مفاتيح الفوز كانت بالفعل في يدي فريق ماكلارين حيث احتل سائقاه هاميلتون وألونسو المركزين الأول والثاني قبل سباق الأحد.
ورغم ذلك نجح رايكونن في إنهاء الموسم لصالحه كما كانت البداية لصالحه هذا الموسم من خلال فوزه بلقب سباق جائزة أستراليا الكبرى في بداية الموسم.
واستفاد رايكونن من أخطاء القيادة التي وقع فيها هاميلتون وسوء الحظ الذي صادف السائق البريطاني وزميله ألونسو ليتوج رايكونن في النهاية باللقب.
وكانت هذه الهزيمة هي أحدث لطمة لفريق ماكلارين في هذا الموسم بعد أن فقد سابقا لقب الفرق وتم تغريمه 100 مليون دولار إضافة إلى اقتراب رحيل نجمه ألونسو لفريق رينو بعد المشاكل التي دارت بين ألونسو وهاميلتون ومسؤولي الفريق هذا الموسم.
ويشعر ألونسو منذ عدة شهور أن فريق ماكلارين يفضل عليه زميله هاميلتون الذي يلقى معاملة أفضل من مسؤولي الفريق بقيادة رون دينيس رئيس الفريق.
وشهد الموسم الحالي عدداً من الخلافات بين ألونسو ومسؤولي الفريق، وتردد أن ألونسو لعب دوراً في كشف فضيحة تجسس ماكلارين على فريق فيراري، وأنه هدد دينيس بالابلاغ عن هذه الفضيحة إلى فيا.