القلم الذهبي - المضحك والمبكي

المضحك والمبكي

إن من المبكي أن نجد مساحات الألم وهي تنسخ نفسها بنفسها وتكرر أوجاعها بدون أن يكون هناك مبضع جراح
يشفي آلامنا .
وأن من المضحك أن نرى أحدهم وهو يحاول أن يزج نفسه في مكان غير مناسب ونجد الآخرين وقد تمادوا بالاستهزاء به.
وأن من المبكي جداً أن نرى دمعة تنساب على خد طفل فقد أمه في ليلة مظلمة بدون أن تمتد تلك الأيادي البيضاء
لانتشاله من الضياع.
وأن من المضحك فعلا أن تجد نفسك في دائرة ليس لها أول ولا آخر وتحاول أن تخرج منها ولم تستطع ولا تحاول أيضا
إن تستخدم ذكائك بالخروج سريعا.
وأن من المبكي أن نرى أبناء يعيشون حالة الفشل والضياع النفسي بالرغم من نصائح الآخرين لهم ووجودهم في أسرة
قد تكون فعلا واعية بعض الشئ.
ومن المضحك أن تجد هذا المثقف وهو يحاول أن يبحث عن ما ينفعه وينفع الآخرين به ولكن للأسف لايجد الصدى
والتجاوب من الناس.
ومن المبكي أن نشاهد ( ناس ) ليس لهم سوى ( الحش ) أو ( القيل والقال ) في أعرض الآخرين بدون أن يكون لهم ضمير
يؤنبهم أو عقل يردعهم.
ومن المضحك أن تضحك بدون سبب ايضا لكثرة الأشياء المبكية حولنا حتى تبدوا ( ضحكتنا مصطنعه ) .
ومن المبكي أن نجد تلك التجاوزات اللامعقولة في شوارعنا من شبابنا بسياراتهم والتي تؤدي إلى تصادم مروع وقتل
أرواح.
ومن المضحك أن نجد بعض النكت التي لا تُضحك لمجرد إنها ( نكتة ).
وايضا من المبكي حين نمنح الخير والكلمة الصادقة في مكان ما ثم ندرك أننا سنبكي أخيراً على تفاهة العقول التي
لاتفهم ما نقول.
وأن من المضحك جداً أن نغلق أبوابنا ونوافذ العطاء حتى لا تدخل علينا رائحة الحقد والغيرة والنميمة من البشر.....