السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
النسيان نعمة لأنه بفضله ننسى آلامنا وأحزاننا ونستطيع أن نساير ركب الحياة غير متعثرين، ولكن ما كل الألم يقبر وينسى. فما ذكرته من ألم المخاض بالنسبة للأم فهو ألم جسدي يزول مع زوال مصدر الألم وبعده تحس الأم بفرحة كبرى وهي تحتضن مولودها. وتحدثت عن ألم الفراق والمعاناة بالنسبة للأحبة وهذا بدوره يمكن أن ينسى لأنه ينتهي بمجرد اللقاء والزواج وتبقى تلك الآلام مجرد ذكرى أو لا تبقى. وألم الخصام بين الأصدقاء يمكن أن ينسى بشرط أن لا يكون هناك ما يجرح المشاعروالكرامة. هاته الأنواع من الآلام يمكن أن تقبر. ولكن هناك آلام لا تنسى ولا يمكن أن نرميها في مقبرة النسيان، هي الآلام التي تجرح الروح وتدمي الفؤاد وتحزن القلب كفقدان أحبائنا كالوالدين مثلا او التعرض لمواقف وأحداث مست العرض والشرف والكرامة أو التعرض للخيانة من أعز الأحباب..والأمثلة كثيرة. مثل هاته الآلام لا تنسى ولا تقبر لآنها تعيش مع الإنسان ولن تقبر إلا بموته. فهي إحساس ومشاعر قبل أن تكون مجرد آلام.