ممهدات النور
[gdwl]ممهدات بزوغ نور الهدى
غلب على معظم أهل الجزيرة العربية خلال القرون التي تلت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ،
طابع البداوة والاشتغال بالتجارة وتربية المواشي ،
وتأثروا في عاداتهم ببقايا الديانات السابقة ،
مع ما امتزجت به من سلوكات منقولة عبر قوافل الشتاء والصيف ،
فوأدوا البنات بدافع الشرف والعفة ،
وأنفقوا الأموال الضرورية بسخاء بدافع الكرم والجود ،
واستحلوا الحرمات وأباحوا المحذورات جريا وراء توفير المتعة واللذة ،
وأثاروا الحروب الطاحنة والمعارك المدمرة بدافع الإيباء والنجدة .
قطعوا الفيافي والقفار وعبروا الأمصار للتطلع إلى ما تنعم به المدنيات المعاصرة لهم بالشرق والغرب ...
وتميزت هذه الحقبة من تاريخ البشرية باستفحال ظاهرة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ( الرق )
فاستساغ فيه البيع والشراء سلعة مملوكة k تقتنى كباقي منقولات المتاع .
ولم تكن الظاهرة مقتصرة على جهة أومكان ، بل شملت كل بقع المعمور ،
فعانت البشرية من لظى لهيب سياطها ، واكتوت بويلات جحيمها .
حتى غدا المرء غير آمن على نفسه وصربه ولو في عقر داره .
ورزحت الإنسانية تحت وطأة شيوع الإباحية المطلقة التي شاعت مع المعتقدات
المازدكية والزرادشتية ببلاد فارس
حيث استبيحت الأموال والنساء وأمكن للرجل أن يستمتع بأمه وأخته وبنته وكل نساء محارمه
لا فرق في ذلك بينه وبين أدنى مراتب العجماوات وأكثرها ضراوة وافتراسا .
كما قاسى بنو البشر في هذه العصور الأمرين من الهلع والجشع المتستر
خلف التعاليم الوافدة مع جيوش الرومان الغازية المستعمرة .
والقاسم المشترك الذي أوقع هاته الأمم والقبائل – كما يوقع كل الأمم عبر الأزمنة والعصور –
في الانحلال الخلقي والفساد العقدي ، وعشق السيطرة والاستغلال ، والتعطش لدماء الأبرياء ،
هو السعي الحثيث لقطف ثمار المدنية القائمة على أسس القيم المادية وحدها ،
دون الالتفات – بتوازن واتزان ووسطية – إلى مستلزمات الجانب الروحي
الذي يعتبر الشق الثاني والأهم في حياة الإنسان .
لذلك ضاقت البسيطة بأهلها على رحابتها .
وأخذوا يلتمسون المنفذ للخلاص .
فكثرت التكهنات الواردة عن الأحبار والرهبان ،
وتعددت ادعاءات تلقي الخبر من السماء ،
وكأن الأحداث تتضافر ممهدة
لبزوغ الرسالة المحمدية المخلصة للبشرية من الضلال [/gdwl]
lli]hj hgk,v lli]hj Khgk,v