القصد ودوره في حياة المسلم
بين القصد والعمل :
القصد هو النية وعرَّفها علماء المذاهب الأربعة،
فهي عند الحنفية قصد الطاعة والتقرُّب إلى الله تعالى في إيجاد الفعل،
وعند أتباع المذهب الشافعي قصد الشيء مقترنًا بفعله، فإن قصده وتراخَى عنه، فهو عزم"،
والنية عند أتباع المذهب المالكي قصد الشيء الذي كُلِّف به الإنسان،
وعند الحنابلة عزم القلب على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى .
وهل من المفروض أنَّ يتحقق العمل حتَّى يُثاب المسلم عليه ؟
النِّية في بعض الأحيان يُثاب عليها المسلم من غير العمل،
وثواب أكثر الأعمال يتحقَّق بالنِّيَّة، ولا يُثاب المسلم على أعمال كثيرة إلَّا إذا نوى.
يرجع هذا إلى كون النِّية خاصة بالله تعالى، أمَّا العمل المنفصل عن النِّية فهو مختلف بين عمل يكون لله تعالى وآخر لغيره،
فالنيَّة نيَّتان:
الأولى: نيَّة العمل، ويتكلَّم عليها الفقهاء أنَّها هي المصحِّحة للعمل.
الثانية: نيَّة المعمول له، وهذه يتكلَّم عليها أهل التَّوحيد، وأرباب السلوك؛ لأنَّها تتعلَّق بالإخلاص .
ومن الأعمال ما هي عادات ومنها ما هي عبادات، والعادات لا يُثاب عليها الإنسان إذا لم ينصرف فيها بنفسه إلى الله تعالى، ومثال ذلك الغسل، لأنَّ الغسل قد يكون من أجل النظافة فهو عادة، وقد يكون عبادة،
والدليل على أنَ المرء يُثاب على النِّيَّة هو ما رواه أبو الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال:
"من أَتَى فِراشَه وهو يَنْوِي أن يقومَ يُصَلِّي من الليلِ فَغَلَبَتْه عينُه حتى يصبحَ كُتِبَ له ما نَوَى، وكان نومُه صدقةً عليه من ربِّه"
وقال أهل العلم:
"إِنَّ الْمَرْءَ يُثَابُ عَلَى نِيَّتِهِ وَحْدَهَا حَسَنَةً وَاحِدَةً، فَإِنِ اتَّصَل بِهَا الْفِعْل أُثِيبَ بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ؛ لأَنَّ الْفِعْل الْمَنْوِيَّ تَتَحَقَّقُ بِهِ الْمَصَالِحُ الْمَطْلُوبَةُ مِنَ الْعِبَادَاتِ، فَلِذَلِكَ كَانَ أَجْرُهُ -أَيْ مَعَ النِّيَّةِ- أَعْظَمَ وَثَوَابُهُ أَوْفَرَ، وَلأَنَّ الأَفْعَال هِيَ الْمَقَاصِدُ وَالنِّيَّاتِ وَسَائِل .
hgrw] ,],vi td pdhm hglsgl lsgl H;ev hggi hg`d hgsg,; hgugl hgk/htm fhggi ugl