بخل العواطف

بقلم : ناهد سعيد باشطح

فاصلة:


" البخل يفقد كل شيء في محاولته كسب كل شيء"
- حكمة فرنسية -


مع أنني لا أحب البخلاء إلا أنني أتعاطف معهم فالبخل لا يعني أن يقتر الإنسان على نفسه أو غيره بالمال إنما البخل جزء من صفات الإنسان المكتسبة وهو بذلك يصبح سمة في شخصيته فالبخيل شحيح في العطاء على كافة الأصعدة، تجده بخيلا في الحديث وفي التعبير عن مشاعره كما هو بخيل في إنفاق المال .

وحتى في إحساسه بالفرح إذ يبخل على نفسه بالتمتع بالمشاعر الحلوة .. اعتقد انه ما من احد منا إلا ومر في حياته شخص بخيل تعامل معه أو ربما عاش معه.

ومع أنني اعتقد أن العيش مع البخيل عذاب مستمر ولكن ما العمل إذا كان لا بد من معاشرة البخيل أو التعامل معه؟
كما قلت في بداية المقالة شخصيا أتعاطف مع البخلاء اشعر أن بعضهم يدرك عجزه عن العطاء ولكن لا يستطيع أن يغير عادته في التقتير أبدا .

البخل مذموم في ديننا الإسلامي وفي جميع الأديان السماوية لأنه لا يأتي بخير على الإنسان أو على من حوله لكني اعتقد أن البخل كسلوك يمكن تغييره ولكن يحتاج إلى إرادة قوية وتعديل في الأفكار..... اقصد أفكار الإنسان تجاه نفسه ومن حوله.

واخطر أنواع البخل برأيي هو البخل العاطفي حيث لا يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره لمن حوله، فالأم البخيلة لا تعبر لأبنائها عن مشاعرها، والأب البخيل كذلك حتى في العلاقة الأسرية إذا كان احد الطرفين الزوج أو الزوجة من البخلاء فان الحياة لا تستمر بسلام بينهما .

قرأت في احد المنتديات قصة قصيرة أعجبتني وهو أن احد البخلاء "عاطفياً" ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة قصد مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية:
(بعت الشعير بربح .. سأعود غداً .. أشواقي الحارّة)
وفي اللحظة التي أراد فيها أن يُسلّم البرقيّة قال في نفسه:
لماذا أكتب كلمة "بعت"؟؟

إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع ... ومحا الكلمة.

ثم فكّر في نفسه وقال :لماذا أكتب كلمة "بربح"؟؟

إن زوجتي تعرف جيداً أنني لن أبيع من غير ربح .. ومحا الكلمة.

وأخيراً قال : ولماذا "أشواقي الحارة"؟؟

واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها وليس ذكرى زواجنا ... وشطب العبارة

وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل لزوجته رسالة!!

بخل العواطف اشد وأقسى على النفس من بخل المال ومع أنهما يعيشان في نفس الشخصية إلا أن بخل العواطف اقسى على البشر ..

عندما ينتهي المقال استرجعوا في ذاكرتكم شخصاً بخيلاً عرفتموه وابتسموا لأنه يستحق أن تسامحوه فيكفيه شقاؤه ببخله.



منقول: مروة

المصدر: القلم الذهبي - من قسم: «۩۞۩-منتدى النقاش الجاد -۩۞۩»

---

fog hgu,h't

   

مشاركة مميزة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

   

تواصل معي عبر facebook تواصل معي عبر twitter تواصل معي عبر youtube تواصل معي عبر google

[bor=FF0000][align=center]أحسنتِ في إختيار الموضوع أختي مروى
فكثيراً ما نرى أُناس يمتنعون من البذل في كل الوجوه , والحرص على كنز الأموال وجمعها..فهذا هو البخل ..
والأدهي من البخل , هو الشـــح !!
والشح هو البخل مع الحرص ..
بالمغربية ... مقشاش/ههههههههههه
والرسول ( ص ) نهى عن الشح وبين آفاته الوخيمة !..
"اتقوا الظلم فإنه الظلم ظلمات يوم القيامة,واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم , حملهم أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم .
وقال تعالى .. " ومن ُيوق شح نفسه , فأُولئِك هم المفلحون "
وأن البخل والشح مهلكة ومدعاة للقتل والنهب والسلب والسرقة , فالبخيل , لا يزكي ولا يعطف ع المحتاجين .. واذا المحتاج لم يحصل على قوت يومه , سيؤدي ذلك للنهب والسرقة ... وأيضاً للقتل !!
وأختتم كلامي بعلاج للبخل ..
1- ان يتعوذ الأنسان من البخل !
2-أن تقوم المؤسسات التربوية بدورها التعليمي والإرشادي في بيان أهمية الأنفاق في الأسلام وثوابه وأجره !..
3-عدم مجالسة البخلاء ! ..
4-أن ينظر البخيل إلى كرم الأنبياء والرسل والأأمة والصحابة...وأن ينظر قصص البخلاء ونهايتهم !
وهناك الكثير الكثير من علاجات البخل ..
وشكراً ع الموضوع الرائع ..
والله يبعدنا ويبعدكم عن البخل
تحياتي أخوك برادة[/align][/bor]

   

أشكر مرورك العطر اخي برادة وعلى ردك المتميز على مشاركتي

الف شكر مني اليك وجمت للمنتدى كنزا

تحياتي الخالصة

مروة

   

مشكور اخوي فوزي على مرورك الرقيق الذي أنار صفحتي

تحياتي الخالصة

مروة

   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" البخل يفقد كل شيء في محاولته كسب كل شيء"

- حكمة فرنسية -


مع أنني لا أحب البخلاء إلا أنني أتعاطف معهم فالبخل لا يعني أن يقتر الإنسان على نفسه أو غيره بالمال إنما البخل جزء من صفات الإنسان المكتسبة وهو بذلك يصبح سمة في شخصيته فالبخيل شحيح في العطاء على كافة الأصعدة، تجده بخيلا في الحديث وفي التعبير عن مشاعره كما هو بخيل في إنفاق المال .

وحتى في إحساسه بالفرح إذ يبخل على نفسه بالتمتع بالمشاعر الحلوة .. اعتقد انه ما من احد منا إلا ومر في حياته شخص بخيل تعامل معه أو ربما عاش معه.

ومع أنني اعتقد أن العيش مع البخيل عذاب مستمر ولكن ما العمل إذا كان لا بد من معاشرة البخيل أو التعامل معه؟

كما قلت في بداية المقالة شخصيا أتعاطف مع البخلاء اشعر أن بعضهم يدرك عجزه عن العطاء ولكن لا يستطيع أن يغير عادته في التقتير أبدا .

البخل مذموم في ديننا الإسلامي وفي جميع الأديان السماوية لأنه لا يأتي بخير على الإنسان أو على من حوله لكني اعتقد أن البخل كسلوك يمكن تغييره ولكن يحتاج إلى إرادة قوية وتعديل في الأفكار..... اقصد أفكار الإنسان تجاه نفسه ومن حوله.

واخطر أنواع البخل برأيي هو البخل العاطفي حيث لا يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره لمن حوله، فالأم البخيلة لا تعبر لأبنائها عن مشاعرها، والأب البخيل كذلك حتى في العلاقة الأسرية إذا كان احد الطرفين الزوج أو الزوجة من البخلاء فان الحياة لا تستمر بسلام بينهما .

قرأت في احد المنتديات قصة قصيرة أعجبتني وهو أن احد البخلاء "عاطفياً" ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة قصد مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية:

(بعت الشعير بربح .. سأعود غداً .. أشواقي الحارّة)

وفي اللحظة التي أراد فيها أن يُسلّم البرقيّة قال في نفسه:

لماذا أكتب كلمة "بعت"؟؟

إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع ... ومحا الكلمة.

ثم فكّر في نفسه وقال :لماذا أكتب كلمة "بربح"؟؟

إن زوجتي تعرف جيداً أنني لن أبيع من غير ربح .. ومحا الكلمة.

وأخيراً قال : ولماذا "أشواقي الحارة"؟؟

واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها وليس ذكرى زواجنا ... وشطب العبارة

وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل لزوجته رسالة!!

بخل العواطف اشد وأقسى على النفس من بخل المال ومع أنهما يعيشان في نفس الشخصية إلا أن بخل العواطف اقسى على البشر ..

عندما ينتهي المقال استرجعوا في ذاكرتكم شخصاً بخيلاً عرفتموه وابتسموا لأنه يستحق أن تسامحوه فيكفيه شقاؤه ببخله.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

   

مشكور اخوي sikado على مرورك الرقيق الذي أنار صفحتي

تحياتي الخالصة

مروة

   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة مروه
البخل له وجوه كثيره جدا ، وقد تطرقتي لبعض منها ، فيما نقلتيه لنا ، و أعجبني رد الأخ براده على الموضوع ، وبالفعل الموضوع يستحق القرأة بعمق حتى لا يقع أحد منا في طائلة ذلك الآفه ، الا وهو البخل .
نعم البخل آفه وصفة حقيرة جدا ، ولي إضافة على موضوعك أرجو أن يكون يتسع لها صدرك ويتقبلها
يظن البعض منا أن البخل هو حبس المال وعدم الإنفاق أو رد السائل ،،ولكن البخل له معاني عديدة غفل عنها البعض أو تغافل عنها ،،فقد قال الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )
إذن من البخل عدم الصلاة والسلام على النبي المصطفى والبعض قد يستثقل الصلاة عليه وهذا والله مما يدمي الفؤاد فكيف يزهد طالب الشفاعة بهذا الأجر العظيم قال صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي صلاةً صلى الله عليه بها عشرا ) رواه مسلم .
ومن صور البخل أيضاً البخل بالعواطف،، وللأسف نجد الكثير إلا من رحم الله يبخل على من حوله بالابتسامة الصادقة،، واللمسة الحانية،، فتجد الوجه عابس والحاجبان مقطبان وكأنك تطلبه شيئا،، وما علم هذا أن الابتسامة في وجه المسلم صدقة وقربة إلى الله عزوجل ،، وحتى الكلمة الطيبة هناك من يبخل بها فلا نصيحة تُسدى ،، ولا سلام يُبذل ،،فكم والله من محتاجٍ للنصح لم يجد من ينصحه ،، وكم من حائرٍ لم يجد من يأخذ بيده ،،وكم من متخبطٍ في لُجج الظلام لم يجد من يضيء عليه ظلمته .
والأعظم من ذلك أن نبخل على أنفسنا بالأجر فقطار العمر يمر ،، وأوراق التقويم تتساقط ،،ولا زيادة في رصيد الطاعات ولا زيادة في النوافل والسنن ولا تنوع في العبادات ولا صيام للهواجر،، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مقولة ً وددت لو أننا نقشناها بماء الذهب على صفحات قلوبنا قال:
" ما ندمت على شيء ندمي على يوم نقص فيه عمري ولم يزدد فيه عملي "
أكــــرر شكري وتقديري على طرحك المتميز وعلى رحابة صدرك .
وتقبلي خالص تحياتي

   

[frame="1 80"]
قبل كل شيء أكيد سوف يتسع صدري لكل ما ياتي منك وما تدلي به اخي العزيز "عاشق البحر"
تحية تقدير واحترام لكل ما خططه قلمك الرائعن فعلا البخل انواع متعددة نطلب الله تعالى ان يجنبنا اياها ويرزقنا العمل الصالح.


والأعظم من ذلك أن نبخل على أنفسنا بالأجر فقطار العمر يمر ،، وأوراق التقويم تتساقط ،،ولا زيادة في رصيد الطاعات ولا زيادة في النوافل والسنن ولا تنوع في العبادات ولا صيام للهواجر،، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مقولة ً وددت لو أننا نقشناها بماء الذهب على صفحات قلوبنا قال:
" ما ندمت على شيء ندمي على يوم نقص فيه عمري ولم يزدد فيه عملي "

جزاك الله الف خير على مشاركتك القيمة بالموضوع

خالص تحياتي

مروة[/frame]

   

موضــــــــــــــوع جميــــــــــــــل
أختــــــــــــــي الكــريـــمـــــــــــة

شكـرا جزيــــلا