اثنان ان ليلة الزفاف هي ليلة العمر التي لا تضاهيها ليلة في جمالها و خصوصيتها وخاصة اذا كان الزواج الاول ... في ليلة الزفاف يتمنى العريس ان يتوقف الزمان حتى لا تنقضي لحظات السعادة و النشوة ويكون اصعب شيء عليه هو النهوض من جانب عروسه وتركها
هنا يختلف الانسان وتختلف درجة الايمان في قلبه
هذا الايمان الذي بلغ قمته في قلب رجل شاب ما زال عريسا في اول ليلة فجعله ينهض من حضن عروسه الجميلة ليذهب الى عروس اخرى في مكان اخر بل في عالم اخر
انه حنظلة بن عامر
انه غسيل الملائكة
فمن هو هذا الصحابي الذي فاز بما لم يسبقه اليها غيره
°¤§( إسلام حنظلة )§¤°
كان حنظلة رضي الله عنه من سادات المسلمين وفضلائهم ، أسلم
مع قومه الأنصار لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، و كان
من المصدقين ويعد في الطبقة الثانية للصحابة .
وكان حنظله رضي الله عنه يعاني الألم والعذاب من موقف أبيه
المعادي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان شريكه في تلك
المعاناة مؤمنا تقيا صادقا هو عبدالله بن عبدالله بن أُبي بن سلول
رضي الله عنه ابن رأس النفاق الذي لقي منه رسول الله صلى الله عليه
وسلم الأمرين وكان حنظلة وعبدالله رضي الله عنهما يزدادان في كل
يوم قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ، بينما يزداد أبواهما
له كرها وحقدا .
°¤§( زفاف إلى الجنة )§¤°
روي أن حنظلة رضي الله عنه قد خطب لنفسه جميلة بنت عبدالله
بن أُبي بن سلول ، واستأذن حنظلة رضي الله عنه النبي صلى الله
عليه وسلم في أن يدخل بها فأذن له ، فكانت ليلة غزوة أحد أسعد ليالي
حنظله رضي الله عنه واكثرها فرحا وسرورا ، إنها ليلة زفافه على
جميله بنت عبدالله بن أبى بن سلول وشقيقة صاحبه عبدالله رضي الله
عنهما ..
وبعد أن زُفت اليه وأفضى حنظلة رضي الله عنه إلى عروسه في أول
ليلة ، سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالمسلمين
أن يخرجوا إلى أحد فترك حنظله عروسه ونسي فرحته الصغرى طمعا
في الفرحة الكبرى ، إنها مجاهدة الكفار للفوز بإحدى الحسنيين النصر
أو الشهادة ، فشغله الصوت عن كل شيء ، وأعجلته الاستجابة السريعة
حتى عن الاغتسال ، والتحق حنظلة برسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يسوي الصفوف ، فلما انكشف المشركون ، كان حنظله رضي الله
عنه يثب على أرض المعركة ويتفحص الوجوه كالنمر الجائع يريد أن
يجد فريسه سمينة دسمه يسكت بها جوعه ، ولاحت له عن كثب تلكم
الفريسة التي يتمناها ، ولقد كانت أبا سفيان زعيم قريش ، فضرب عرقوب
فرسه فقطعه ، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح :
يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب ..
وفيما كان حنظله رضي الله عنه يهم بأن ينقض عليه ويرديه قتيلا ،
كان ابن شعوب وهو شداد بن الأسود يراقبه فحمل على حنظله رضي الله
عنه ، وضربه بسيفه فقضى عليه وألحقه بقافلة الشهداء البررة .
°¤§( غسيل الملائكة )§¤°
مضت المعركة حتى نهايتها ، ثم تحدث رسول الله صلى الله علية وسلم
عن الشهيد حنظلة رضي الله عنه ، فقال لأصحابه :
" ما شأن حنظلة ؟ إن صاحبكم لتغسله الملائكة ،
فاسألوا أهله ما شأنه ؟ "
فسُئلت زوجته عن ذلك ، فقالت:
( سمع صيحة الحرب وهو جنب ، فخرج مسرعا ولم يتأخر للاغتسال )
فلما بلغ كلامها مسمع النبي صلى الله علية وسلم قال :
" لذلك غسلته الملائكة ، لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة ،
بماء المزن ، بين السماء والأرض "
فرضي الله عن حنظلة و جعل الفردوس مثواه فهو الذي ترك عروسه من اهل الدنيا ليرحل الى عروسه من الحور العين في الجنة
td gdgm hg.tht