
علم من بلادي
علي ابن زنباع الشاعر الطنجي
هو أبو الحسن ابن زنباع ، الصنهاجي الأصل الطنجي المنشأ أديب وطبيب وفقيه
من رجالات القرن الخامس الهجري،ولد ونشأ في مدينة طنجة بالمغرب وتثقف بثقافة عصره،
فدرس الفقه والأدب والبلاغة. كان من علية الرجال في عصره ،
جمع من صفات الفضل وأدوات الكمال ما قل اجتماعه في غيره ، ت
ولى رفيع المناصب ، كما بلغ أعلى المراتب ،
ويكفي أن يكون ممن ترجم لهم الفتح بن خاقان في كتابه قلائد العقيان .
أسند إليه منصب القضاء بطنجة ،وعرف بين أهلها بأدبه وعدله وعلمه ،
كما أسهم بقسط وافر في الأدب والبيان ممّا دلّ على نبوغه،
إذ ساعد في إنماء النهضة الأدبية في عصره. وقد تأثّر بأسلوب شعراء الأندلس.
ترك ذخيرة أدبية تنوعت بين الشعر والنثر وكان من رواد الشعراء والأدباء في عصره.
وقد توفي في نهاية القرن الخامس في مدينة طنجة ودفن بها.
من شعره القصيدة الرائعة التي يصف فيها الطبيعة وفعل السحاب والأمطار في الأرض
التي تتسربل بعدهما بحلتها الجميلة فتتفتح أزهارها وتنضج ثمارها .
أبدت لنا الأيام زهرة طيبها وتسربلَت بنضيرها وقشيبها
واهتز عطف الأرض بعد خشوعها وبدت بها النعماء بعد شحوبها
وتطلعت في عنفوان شبابها من بعدما بلغَت عتيي مشيبها
وقفت عليها السحب وقفة راحمٍ فبكت لها بعيونها وقلوبها
فعجبت للأزهار كيف تضاحكت ببكائها وتباشرت بقطوبها
وتسرلت حللا تجر ذيولها من لدمها فيها وشق جيوبها
فلقد أجاد المزن في إنجادها وأجاد حر الشمس في تربيبها
ما أنصف الخيريّ يمنع طيبه لحضورها ويبيحه لمغيبها
وهيَ التي قامت عليه بدفئها وتعاهدته بدرها وحليبها
فكأنه فرض عليه موقّتٌ ووجوبه متعلق بوجوبها
وعلى سماء الياسمين كواكب أبدت ذكاء العجز عن تغييبها
زهر توقّت ليلها ونهارها وتفوت شأوَ خسوفها وغروبها
فضلَت على سير النجوم بأسرها وسروّها في الخلفَتين وطيبها
فتأرّجت أرجاؤها بهبوبها وتعانفَت أزهارُها بنكوبها
وتصوبت فيها فروع جداول تتصاعد الأبصار في تصويبها
تطفو وترسب في أصول ثمارها والحسنُ بين طفوّها ورسوبها
فكأنما هي موجسات أساودٍ تنساب من أنقابها للصوبها
فأدر كؤوس الأنس في حافاتها واجعل سديد القول من مشروبها
فحديث إخوان الصفاء لذاذة تجنى ويومن من جناية حوبها
واركض إلى اللذات في ميدانها واسبق لسد ثغورها ودروبها
ugl lk fgh]d hglyv hglyvf hggi hgjd hgi[v hfk .kfhu fdu vhzu kaH kul
