الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بداية أشكرك أخي رشيد على الطرح القيم لهذا الموضوع الجدير بالنقاش والذي أرى في منظوري الخاص أن تخلُّف القيم الإنسانية معناه طغيان الاقتصاد، أو سيادة الاتجاه المادي في حياة الناس وعلاقاتـهم، وتعامل بعضهم مع بعض، وإيثار الجانب البدني والمتعة المادية في حياتـهم على المعاني الإنسانية التي تحفظ لهم مستواهم الإنساني أن الإسلام بنظرته إلى مظاهر تحرر المرأة المعاصرة قد واجه من قبل ما يعد شبيهًا لما تـمارسه المرأة الغربية الآن، فما تـمارسه المرأة الغربية الآن من حرية شخصية يعطي الدليل على تخلف القيم الإنسانية في حياتـها، وحياة الأسرة وحياة المجتمع المعاصر الغربي كله، فالعفة والحياء والكرامة الإنسانية والأمانة والوفاء وأمثالها من القيم لم يعد لها وجود في السلوك والمعاملات وفي الروابط بين الأفراد، وبالأخص بين الذكر والأنثى فيها. ولا شك أن للمشكلات والخلافات الزوجية آثاراً سلبية وسيئة على الأسرة وعلى الزوجين وعلى الأولاد, و خطورة الخلافات الزوجية وخاصة التي تنتهي بالطلاق على الأسرة وعلى الأولاد والمتأمل لواقع المجتمعات المسلمة يجد أن معاناة وانحراف كثير من الأطفال والشباب سببه الخلافات الزوجية وطلاق الزوج لزوجته، فيتخلف الأولاد في دراستهم وربما يفشلون ويخرجون إلى الشارع وينحرفون ومن ثم تسبب المشكلات الأسرية في إيذاء المجتمع وتأثره سلبياً وإضافة أعباء جديدة عليه فضلاً عن فقدانه لهؤلاء الشباب الذين لولا المشكلات الزوجية لكانوا أعضاء صالحين نافعين لمجتمعهم· ومن أهم مشاكل العصر البطالة.والبطالة ما هي إلا قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ومشكلة من مشكلات العصر، ومن المعروف أن البطالة ظاهرة منتشرة في كل مكان ولا يخلو مجتمع من المجتمعات منها وهي تأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو مُقَنَّع.
الكثير من الشباب الواعي وغيرهم قابعون دون عمل يمشون في الشوارع ومنهم الكثيرون قدموا في معارض التوظيف التي تقام من حين الى آخر، لكن دون جدوى، في حين يمكن توظيفهم في كثير من مجالات العمل المختلفة، خاصة أن لديهم قدرات عقلية يمكن توظيفها لخدمة المجتمع ولكن تراهم أخيرا يتجولون من مكان الى آخر بدون عمل، طاقاتهم مجمدة والمجالات امامهم مغلقة.زيادة على ما ينتج عنها من آفاتمختلفة ومتشعبة من إرهاب ومخدرات وسرقة واغتصاب والبقية تأتي ! تنعكس بلا شك البطالة التي يعاني منها الشباب على سلوكهم وتلقي بظلالها على المجتمع الذي يعيشون فيه حيث بدأت تظهر في مجتمعنا صورة متكاملة لأوضاع شاذة في شكل تعاطي المخدرات والسرقة والاغتصاب والإحساس بالظلم الاجتماعي وما تولد عنه من قلة الانتماء والعنف وارتكاب الأعمال الإرهابية والتخريبية وهناك فئة أخرى تقوم بالكبت بداخلها مما يتحول بمرور الوقت إلى شعور بالإحباط ويخلق شبابا مدمرا نفسيا وعضويا.
اَللّهُمَّ ارْزُقنا الذِّهْنَ وَالتَّنْبِيهِ، وَباعِدْنا مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ، واجْعَل لنا نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ،اَللّهُمَّ قَوِّنا عَلى إقامَةِ اَمْرِكَ، وأذِقْنا فيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَاَوْزِعْنا
لأَِدءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْنا بِحِفْظِكَ وَسِتْرِكَ، يا أبْصَرَ النّاظِرينَ.