السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي على طرحك هذا الموضوع. فالكل أصبح يعرف ويعي أن زمن الرجولة قد ولى واندثر ونلمس ذلك في تعاملاتنا اليومية بحيث نسمع الرجال يقولون بطريقة مازحة " فين هما الرجال كلنا وليات" لأنهم واعون كل الوعي أن شيم الرجال وأخلاق الرجال لم تعد الا عند القليل منهم.
فمعنى الرجولة يختلف من شخص لآخر فهناك من يرى الرجولة في البنية القوية وطول القامة وهناك من يراها في فرض الرأي ومخالفة الآخرين وهناك من يراها في القسوة على الزوجة والابناء وهناك من يراها في الغنى وهناك من يراها في كبر السن وهناك من يراها في النسب وهناك من يراها في كثرة الأولاد بيد أن الرجولة هي وصف يمس الروح والنفس والشيم والأخلاق فهو مضمون وجوهر قبل أن يكون مظهرا. فكم من طفل تظهر رجولته مبكرة في قوله وعمله وأخلاقه ومواقفه وكم من مسن يحسب نفسه رجلا وهو أشباه الرجال بسبب انحطاط أخلاقه وانعدام مروته. أما هؤلاء الذين يحسبون الرجولة في القسوة على الأهل فالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق قال خيركم خيركم لأهله فالرجولة هي الحنان هي الإنصاف هي العدل هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرهي الكرم هي الجود هي الوفاء هي التواضع ذون إذلال. أما الذين يحسبون أن غناهم ونسبهم هو عنوان رجولتهم فهم مخظئون فكم من الفقراء يتصفون بصفات الرجال وكم من أغنياء يحملون فقط ألقاب رجال.
وأرى أيضا أن التربية تلعب دورا كبيرا في هذا الخلل الذي نراه ونعيشه . علينا أن نربي أطفالنا على الحشمة على عزة النفس على الغيرة على العرض والأهل . علينا أن نهذب أخلاق الطفل وتصرفاته بإبعاده عن الأزياء والموضة وقصات الشعر والحركات المائعة ولبس الاكسسوارات والذهب والاختلاط بالنساء والابتعاد عن الموسيقى والأغاني .