ماذا ,
ليست ,
لعبه ,
أكثر ,
المدرسة ,
الله ,
الذي ,
التي ,
الرابعة ,
الرجل ,
الو ,
الطريق ,
انظر ,
تثير ,
تريد ,
تعليم ,
تعرف ,
تنزل ,
بكالوريوس ,
يتزوج ,
يوما ,
صغير ,
صفحات ,
زوج ,
عمري ,
فتاة ,
نسيت ,
طالب ,
قلبي ,
كلمات [frame="7 80"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجحيم ..
الكاتب الكبير/ إحسان عبد القدوس ..
كنت وأنا صغير أجلس مع أمي وصديقاتها وأسمعهن يتحدثن
عن بنات أخي التي بلغن سن الزواج ولم يتزوجن بعد ...وكان
حديثهن يبدو خطيرا كأن كل بنت من هؤلاء البنات قد وقعت لها
قصة ...كأنها انتهت الحياة ..ماتت!!!...ا
وكان في الحي ثلاث شقيقات لم يتزوجن ...ورغم أن كبراهن
لم تكن قد جاوزت العشرين من عمرها ,ألا إن أمي وصديقتها كن
يتحدثن عنهن كأنهن توفين إلى رحمه الله ..وكنت أسمع أمي
تقول وهى تمصمص شفتيها: ا
ء – كبدى عليهم وعلى أمهم ..دى مصيبة ...مصيبة ياخواتى
...وهو فيه مصيبة أكبر من البنت البايرة ...يقطع البنات
وخلفتهم ...ا
وينشق قلبي الصغير وأنا أسمع هذا الكلام ...ا
ويجتاحني شعور جارف بأني يجب أن أنقذ الشقيقات الثلاثاء
من المصيبة التي كتبت عليهن ..وأفكر فعلا في إنقاذهن ...ا
ويقودني تفكيري إلى أن أتمنى لو كنت شابا يصلح للزواج ..ا
لتزوجتهن...لتزوجت الشقيقات الثلاث ...الثلاث مرة واحدة ...ا
بل لتزوجت بنات الحي ألاتى فاتهن سن الزواج ..حتى أعيدهن
إلى الحياة!!!...ا
وظل هذا الشعور يملأ قلبي دائما ,وكلما قابلت بنتا كبيرة لم
تتزوج بعد ,أحسست نحوها بحنان غريب لعله شفقة ..شفقة
قوية ...تكاد تدفعني إلى البكاء .ا
إلى أن بلغت السادسة عشر من عمري ...ا وجاءت (روحية) وسكنت في الحي ,في البيت الملاصق لبيتنا ...ا وكانت (روحية) وقتها في الرابعة عشرة ..تصغرني بعامين ..ا وليست جميلة ...ليست جميلة أبدا ..أنفها ضخم ..ا وشفتاها جافتان ...وعينها مفعصتان ..تضع فوقها نظارة طبية سميكة ..وبشرتها من لون الطين الأزرق..وشعرها أكرت وعظامها بارزة من كل قطعة في وجهها وجسدها ..ا أنى أشعر بقسوة وأنا أصفها ...ا أنها قسوة فعلا ..ولكنها الحقيقة ...ا وقد شعرت بقلبي ينشق عندما رأيت (روحية) لأول مرة..ا
ما ذنبها يا ربى ؟...ما ذنبها لتحرمها من الجمال ..لترسم
غضبك على وجهها ...ا
وسمعت أمي تتحدث عن (روحية) وتمصمص شفتيها قائلة : ا
ء –ودي مين يتجوزها ياختى ..مش ممكن ..حقها من
دلوقتى تعمل حسابها ...تكمل تعليمها وتشتغل ...كبدي عليها
وعلى أمها .....ا
وازداد شق قلبى اتساعا ..ا
ووجدت نفسي أهتم بروحية اهتماما غريبا ..كنت أنتظرها كل
يوم بعد أن أعود من المدرسة إلى أن تنزل الشارع لتلعب مع بنات
الحي وصبيانه ,فألازمها في لعبها ...ثم أصبحا –هي وأنا –ا
لا نلعب مع البنات والصبيان ,بل ننزوي معا ..وأجلس أليها
وأحدثها وتحدثني ...ا
وكانت (روحية )نفورة ,قاسية في كلماتها ,قاسية حتى في
الطريقة التي تعبر بها عن فرحتها بي ...كانت تقرصني مثلا في
ذراعي كلما أرادت أن تدللني ..قرصة قاسية من أصابع جافة
تؤلمني ..ولكني كنت أحتمل نفورها وقسوتها .وأحاول أن أقنعها
أن نفورها تدلل ,وقسوتها نوع من خفة الدم ...وكنت أحتمل
أيضا قبحها ..كنت لا انظر أليها في وجهها ,لأني كنت أخشى أن
نظرت إلى وجهها أن يبدو على الجزع ,أو لا أستطيع أن أظل
محتفظا بمظهر الإعجاب بها ..تماما كما تتعمد ألا تنظر إلى
شخص أعور في عينيه العوراء ,حتى لا تشعره بعاهته..ولذلك
تعودت أن انظر أليها ,دون أن تتوقف عيناى على وجهها مجرد
نظرات عابرة سريعة ...ا
وأكثر من ذلك ...... ا
لقد كنت جالسا معها يوما على السلم المؤدى إلى حديقة
منزلنا , وكانت في مجلة ,أخذتها منى وبدأت تتصفحها
فلاحظت أنها –لضعف بصرها- تقرب الصفحات من عينيها إلى
حد أن يلامس انفها الصفحة ..ثم ..عندما بدأت في اقرأ معها في
المجلة ,أخذت أقلدها ...أقرب الصفحات من عينيها إلى
حد أن تلامس أنفى ... وكانت عيناى تؤلماني وتدمعان
وأنا أقرأ بهذه الطريقة ...ولكني احتملت الألم والدموع
,حتى لا أشعرها بنقصها ,وحتى لا تشعر بأنها وحدها العمشاء ...وزدت على
ذلك ,بأن بدأت أشكو من ضعف بصري أمامها ,ثم أمام أهلي ...ا
ثم بدأت أطالب أهلي بان يأخذوني إلى طبيب عيون ليصنع لي
نظارة طبية ...وعند طبيب العيون كذبت ...ادعيت ضعف البصر
وأصبحت أخطي متعمدا في العلامات التي يختبر بها بصري ...ا
وأخيرا أضطر الطبيب أن يصنع لي النظارة ..وكانت نظارة تجلب
لي الصداع كلما وضعتها فوق عيوني ,ولكني كنت أحتملها ,وكنت
أضعها دائما فوق عيني كلما التقيت (بروحية )..وقد فرحت (روحية)ا
بنظارتي ..فرحت فرحة كبيرة ...كأني دخلت دنياها ...ا
إلى هذا الحد بلغ اهتمامي (بروحية) ...ا
وكنت أعتقد أن هذا الاهتمام سيحل عقدتها ...سيرضيها ...
فانا أبرز صبيان الحي ..أكثرهم وسامة ,وأغناهم عائلة ....ا
واهتمامي بأي فتاه يضعها على رأس الحي كله ...وربما كان
هذا الاهتمام قد أرضى (روحية) فعلا ,وحل عقدتها ...ولكني كلما
ازددت اهتماما بها ,ازدادت قسوة على ...قسوة لا مبرر لها ...ا
كانت تضربني أحيانا ...تضربني بغل كبير ..كأنها تنتقم منى على
اهتمامي بها ...ا
وظللت أحتمل قسوة (روحية) على ...ومرت سنوات طويلة
حتى أصبح اهتمامي بروحية ,نوعا من المسؤولية التي تعودتها ..ا
وكنت أحيانا أضيق بهذه المسؤولية , وأحس بعبئها ثقيلا على
صدري ...ثقيلا على أيامي كلها ..وأفكر في التحرر منها ..ا
من المسؤولية ...ولكني لا أستطيع ...أحس كأنى لو تخليت عن
روحية فكأني أقتلها ...وكأني أطردها من الحياة ..
أنها لن تجد أبدا أحد غيري يرعها ويهتم بها ,ويعطيها نصيبا من السعادة ..ا
نصيبا من الحياة ,حتى لا تعيش عانسا ...ا
بايرة ...وحتى لا تمصمص أمي شفتيها شفقة عليها ...ا
يتبع
[/frame]
hg[pdl lh`h gdsj gufi H;ev hgl]vsm hggi hg`d hgjd hgvhfum hgv[g hg, hg'vdr hk/v jedv jvd] jugdl juvt jk.g f;hg,vd,s dj.,[ d,lh wydv wtphj .,[ ulvd tjhm ksdj 'hgf rgfd ;glhj