في البداية اشكر طرحك المميز جداا.... نعم ان القنوات الفضائية كثرت بشدة وصارت تخصصاتها تفوق ما هو معقول واكثرها مكررة.
فالاعلام العربي يشكو من تبعية اقتصادية يرتسمها له مجتمع دولي فهنا تبقى القنوات مسيرة من جهات عديدة تتلاعب بالمشاهد كما يحلو لها. فهي تشكل اكبر خطر على الانسان وتضلل عقله.
واوضح انه "لا يمكن فهم التطورات الجديدة في الاعلام العربي من خلال مفهوم ديمقراطي وانما من خلال تصدعات محكومة او غير محكومة في بنية الدولة التسلطية العربية الشمولية (..) وهو جزء من قدرة هذه الدولة على التلاعب بالمعطيات والظروف الجديدة في المستوى الاقليمي والدولي".
فللاسف المشاهد هنا لا يمكن تصنيفه فهي تمس كل الطبقات والشرائح المجتمعية بتفاوت الاعمار من الكبير الى الصغير.
يعد الاعلام احد قنوات الاتصال الهامة جدا في عالمنا المعاصر وعنصر هام من ثورة الاتصالات الكبرى والتي تعد فتحا عظيما للمجتمعات المعاصرة ومن هنا يفترض بالاعلام ان يعكس هذه التطورات الكبيرة في منجزه السياسي والثقافي وغيره وهذا يتطلب ان يكون الاعلام على درجة من التأهيل والفاعلية في استيعاب والتفاعل مع هذه المتغيرات التي تجري او تحصل على مستوى العالم اجمع ان الاعلام العربي السائد الان هو اعلام لايلبي حاجات المجتمع العربي وايضا مسألة التطور التي تحصل عالمياً ووفق سمات العصر لانه بدأً هو اما اعلام حكومي ينقل او يتبنى وجهات نظر الحكومة او الدولة التي ينتمي اليها وهو من هذه الناحية اعلام سلطة او من جهة اخرى اعلام يفترض به ان يكون مستقلا الا انه في الحقيقة يدور في فلك المحددات التي تحددها الدولة او النظام السياسي ومن سؤال مهم جدا يوجهه كل ن تسنى له الاطلاع على تجارب الامم الاخرى التي تمتلك رصيداً كبيراً في ممارسات الاعلام الحر واطلع عن كثب على تجارب المؤسسات الاعلامية هناك اول امر يلفت النظر هو الاستقلالية القانونية والادارية لهذه المؤسسات فوجود صحف او قنوات اعلامية لاتسيطر عليها الدولة او تخضعها للمراقبة لانها كيان اعلامي قائم بذاته وفي ضوء وجدود تشريع قانوني ينظم عملها ويحفظ وجودها القانوني من اي تجاوز او رغبة لشخص ما متنفذ ويصل احيانا حد الاستقلالية لهذ المؤسسات الاعلامية الى حد انتقاد ممار سات
الحكومة وهذا هو اروع الامثلة على الاستقلالية وفاعلية
هذه المؤسسات الاعلامية انني بكلامي هذا لاانطلق من الشعور بالدونية تجاه المنجز الاخر المتقدم بل هو لتوضيح لامور وطبيعتها والاشادة بالمتقدم منها اما بالنسبة لنا في العالم العربي فالامر مختلف جدا ً فالدولة مازالت تحتكر العمل الاعلامي او احتكارها لبث الخبر وعدم السماح لمؤسسات اهلية وخارج اطار الدولة ان ان تنافس الدولة في ذلك وآخر مثال على ذلك ماحصل في مصر قبل فترة بسيطة جدا عندما طالب بعض الاعلاميين هناك في ان يسمح لهم بأنشاء مؤسسةاعلامية تبث الخبر خارج اطرالدولة.
إن التطورات العالمية باتت تصل الى ادق تفاصيل حياتنا وفي الحقيقة ان ذلك يفرض علينا ان نكون امة حية ولايمكن ان نكون امة حية بدون تغيير افكارنا التي ورثناها من سالف الزمان وننبذ فكرة الهوية المميزة لدينا والتي لايمتلكها غيرنا وكأنها ايقونة مقدسة لايمكن ان ننقدها او نطورها وندرك اننا امة من بين باقي امم تشاركنا الحياة في هذه المعمورة لان الهوية انبناء وتشكيل وليست جوهر ثابت كما يقول المفكر العربي الدكتور علي حرب بل يجب ان نطرح الطالح منها الذي لم يعد يناسب المرحلة وكما يقول المفكر العربي أدونيس (ان الافعى التي لاتغير جلدها تموت) اي ان نغير الاطر الفكرية الجامدة لدينا وان نكتسب الجديد الذي يعطينا مناعة فكرية وثقافية وبالطبع المناعة الاعلامية من ضمنها اذا جاز التعبير. هكذا هي للاسف القنوات العربية ما عسانا نفعل ؟؟ تهدم اخلاقنا وتضحك على المشاهد لكن نبقى مكتوفي الايدي لا نحرك ساكنا.
ارجو ان اكون قد اجبت على ما تصبو اليه اخي "برادة"
تحياتي
مروة