عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2017, 12:41 AM   #1


الحواط غير متواجد حالياً
 
الصورة الرمزية الحواط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 11,088
معدل تقييم المستوى: 41
الحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديدالحواط قلم جديد
وسام شكر وتقدير  
/ قيمة النقطة: 0
وسام المشرف المميز  
/ قيمة النقطة: 0
مجموع الأوسمة: 5 (المزيد» ...)

عرض ألبوم الحواط

الإضافة

 خدمة إضافة مواضيعك ومشاركاتك  إلى المفضلة وإلى محركات البحث العالمية _ أضغط وفتح الرابط في لسان جديد وأختر ما يناسبك   

 

C:\Documents and Settings\Administrateur\Mes documents\Mes images\flower.gif المعاناة ـ أقصوصة

ملفي الشخصي  إرسال رسالة خاصة  أضفني كصديق

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/13.gif


المعاناة
صباح أول يوم بعد عطلة نهاية الأسبوع . داخل قاعة الدرس بمدرستي
قلت في نفسي :
ليتها تجاهلت تواجدي لأضع رأسي فوق الطاولة ، أشعر بهدير عميق يدوي بين صدغي ، ينبعث من جذور دماغي ويحاول الانفلات عبر ناصيتي .
تصيح المدرسة مرة أخرى .انتبهي سارة إنك منشغلة عن الدروس منذ مدة .
إني محتارة بين اختيارين بعد اعتذاري لها :
إما أن أتنحى خلف الصفوف وأتفرغ لتتبع الوخزات المؤلمة المنبعثة من جمجمتي ، أو أغادر قاعة الدرس . إني - بصدق - غير قادرة على المتابعة والتركيز .
صوتها وهي تقرر وتستنبط كأنه نعيق يلهب مسمعي ويغذي محنتي
وإن رفضت ... ما العمل ؟
أعتقد أنها ستفسر طلبي محاولة للهروب والتخلص ..
سبق أن رفضت لزميلات معي نفس الطلب .
إنها صارمة قاسية .
لعل ظروف عيشها ، وفشلها في بناء أسرة، تحول دون تحليها بالشفقة والتسامح والحنو .أو أنها مصرة على إنقاذ الأجيال المستهدفة ، من الضياع .
نفذ صبرها أمام إصراري على تجاهل ندائها ، فزمجرت ورددت كلمات لم تصلني إلا نبراتها الجافة .
اشرأبت أعناق زملائي وتوجسوا شرا .
بسرعة البرق استرجعت ، لما حرمت أحد تلاميذها من حضور حصصها لكونه - آنذاك - ادعى أنه نسي تحضير وإنجاز واجبات البيت .
فما عساها ستقرر اليوم في حقي ؟
لا يهمني ، إنني لست مدعية ولا متظاهرة ، ولا أعرف ما الذي ينتابني.وخاصة هذه الأيام .
وقفت هنيهة بجوار مقعدي ، ثم انحنت لتكلمني ، متحسسة حرارة صدغي .
سألتني ...
فأجابتها قشعريرة تسري بين أوصالي ، مع اصطكاك أضراسي . نابت عني لما أفقدتني القدرة على النطق .
-خذي قسطا من الراحة بقاعة التمريض .
وقبل انصرافك من الدرسة كلميني لأطمئن على صحتك .
استغرب الجميع قرارها ، وأسرعت أنا بالانصراف قبل أن تغير رأيها .
كلفت من يساعدني فولجنا قاعة صغيرة على بابها : مصحة المدرسة .
حاولت احتواء رأسي بدراعي لأخفف من حدة آلام تمزق هدوء القاعة وتعصف براحتي .
مكثت زهاء ساعة لا ألوي على شيئ، استعرضت خلالها شريط أحداثي :
لم أنعم بالراحة ولا بالنوم منذ مدة .
أعيش حالات القلق والكآبة ووهن الأعصاب .
تنتابني أحيانا هستيريا الخوف من المجهول .
لا أتبين مصدرها ولا مدى خطورتها ، وإنما أتوجس الهلاك المحقق .
التقط سمعي طرقات غائرة على الباب ، ثم خطوات متلاحقة تتقدم نحوي ، إنها معلمتي .
وجدتني سابحة بين خراطيم عيني وأنفي وفمي ، منكفئة على ركبتي ككومة رمل صبت من عل .
خاطبتني باسمي وحركتني برفق من كتفي .
أجبتها بإشارة من سبابتي .
حاولت مساعدتي للجلوس .
رقت لحالي. نقلتني إلى مكتب إداري .
وقالت :
خفيفة ... خفيفة
أجبتها بصوت خافت متهالك :
-أعاني من انهيار كامل ، وآلام حادة متفرقة ... مع الإحساس بحالة غريبة :
كأني ألقيت من رأس جبل شاهق ، ولا زلت أهوي وأتجه نحو قعر سحيق .
جلست بجانبي وتناولت رأسي وأسندته إلى صدرها .
شعرت بدفء منعش .
قالت :
-متى بدأ إحساسك بالألم ؟
-لا أستطيع التحديد ، كل الذي أتأكد منه أني أعاني بسببه من الأرق والاضطراب .
- منذ متى ؟
-منذ أزيد من ثلاثة أشهر .
- هل تخشين شيئا محددا ؟
- أخشى أشياء عدة وعلى رأسها .. .. تلعثمت ولم أكمل حديثي ....
فغيرت صيغة التساؤل .
- هل تفكرين قبل نومك في حالة أو حدث بعينه ؟
- والدتي .. أخي ... أبي ... وأجهشت بالبكاء .
والدتك وأخوك خرجا لقضاء بعض المصالح ولم يعودا . نتوقع وصول أخبار عنهما .
ــ فأجابت : لكن أمي تكلمني يوميا قبل وبعد منامي .
لا زلت أذكر أن عللها متفاقمة ولا تقوى على قضاء الليالي تحت الخيام .
إنني أقتسم معها فراشها من الورق المقوى وغطاءها القصير المترهل . أتألم لألمها وأبكي لتضورها وأرقد بجوارها .
صوتها يدوي في مسمعي إلى الآن ، وكذا أنينها وتوسلاتها وأوامرها ورغباتها
هاهي إلى الآن تارة تناديني وأخرى تصيح في وجهي ، وثالثة تحتضنني وتربض على رأسي بحنان متدفق يملأ جوانحي .
أشاهدها كما أشاهد أخي ، وأكلمهما كلما أغمضت عيني . لا أستطيع تصور أنهما غادرا نحو المجهول .
والذي يؤرقني كثيرا هو أبي الذي اقتيد من باب البيت أسيرا نحو مكان غير معروف .
فبادرت المعلمة : إنه واقعنا المرعب الذي علينا أن نعيشة رغما عنا .
وهي وقائع قمينة بإحداث ما تشعرين به ، لقد عايشت ونعايش جميعا أحداثا ومصائب يشيب لهولها الولدان .
إننا نعاني مثل ما تعانين . ولكننا نتجاهل الألم من أجل الاستمرار .
لفتني من جديد بذراعيها وأخذت تردد بصوت مخضب بزفرات الأسى مبلول بدموع الحسرة والحزن :
خفيفة ... خفيفة ... ستفرج قريبا .
سألتها إحدى العاملات بإدارة المؤسسة .فقالت :
إننا جميعا نعاني مما تعاني هاته . غير أنها ضعفت أمام الصراع الانفعالي الذي ولد لديها ضغوطا نفسية متراكمة . تغذيها ــ للأسف ــ وتزكيها باستمرار تصرفات جيرانها وبعض أبناء عمومتها .
محمد الطيب الحواط



hgluhkhm J Hrw,wm lwv Huhkd hgl]vsm hg`d hgjv;d hg, hgqdhu f[,hv fsff wydv yvdf igh kfd kul ;glhj ;hlg

 http://www.hanaenet.com/vb/images/welcome/20.gif


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

تسهيلاً لزوارنا الكرام يمكنكم الرد ومشاركتنا فى الموضوع
بإستخدام حسابكم على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك


 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 42 43 44 45 46 47 48 56 58 63 65 66 69 70 76 77 84 85 86 88 91 95 104 106 111 112 118 119 120 122 123 124 128 137 138 139 141 143