القلم الذهبي - العنصرية بالفطرة

لو تدبرنا فى موضوع العنصرية سنراه قديما" منذ خلق ادم عليه السلام – عندما قال إبليس - أنا خير منه – خلقتنى من نار وخلقته من طين – كان إبليس أول عنصرى
- والعنصرية فى طبع البشر غريزية لا يستطيع التخلص منها وإن إدعى البعض غير ذلك - وكم ثارت نزاعات قبلية بسبب العصبية والعنصرية – حتى فى التاريخ الإسلامى سنجد هذه النزعات العنصرية القبلية
- مثلا" على سبيل المثال - مسيلمة الكذاب الذى كان ينتمى إلى قبيلة بنى حنيفة أحد أكبر القبائل فى الجزيرة العربية التى تقطن منطقة اليمامة فى الجزيرة العربية
– كانت قبيلة بنى حنيفة تعلم تمام العلم أن مسيلمة بن حبيب الحنفى أنه كذاب وليس بنبى كانوا يعرفون ذلك جيدا" ومع ذلك قاتلوا معه ضد المسلمين بقيادة / خالد بن الوليد رضى الله عنه
قتالا" مرير وناصروه إلى أقصى درجة وقتل من الطرفين أعدادا" هائلة –قاتلوا معه بدافع العصبية والعنصرية المقيتة رغم علمهم أنه كذاب
- وسنجد أن قتال البائل العربية كان فى أساسه قتالا" عنصريا" للزعامة والريادة والأفضلية وهذه العنصرية الفطرية تنتقل عبر الأزمان وعبر الأماكن فهى ليست خاصة ببلد معين ولكنها تشمل العالم أجمع
فهناك عنصرية اللون والعرق والديانة وعنصرية الشكل العام – عنصرية الغنى والفقر عنصرية العلم والجهل وعنصرية الإنتماء إلى دولة ما
– سنجد مثلا" العنصرية الألمانية النازية بأن العرق الارى الألمانى هو أفضل الأعراق وأن الدم الألمانى هو الدم النقى الوحيد فى العالم وأن غيره ملوث لذلك كان الأسرى المصابين فى الحرب العالمية من الألمان
يفضل الأسير الموت ولا ينقل له دم لأن الدم غير الألمانى هو دم ملوث
فى أمريكا وأوربا كانت العنصريةعلى أشد ما تكون وإن كانوا يحاولون فى التجمل والإنكار وسن قوانين لمحاربة العنصرية وحقوق الإنسان
– لكنها كامنة فى داخلهم تجاه بعضهم بعض ثم تجاه الدول الأخرى
–– لكن عندنا العنصرية تتمأسس بقوانين - ففى بعض البلدان العربية مثلا" مستحيل أن يتحصل وافد على نفس الأجر الذى يتقاضاه إبن البلد حتى ولو كان يمتهن نفس الوظيفة بكامل إختصاصاتها
– إلا إذا كان هذا الوافد من دول أوربا العظمى أو أمريكا
وعلى مستوى الأفراد – لو إفترضنا أنه توجد شخصية ذات مسئولية كبيرة لكنها فاسدة ويهاجمها بضراوة أهل البلد ويقطعون فيها ويسبون ليل نهار ثم حدث أن هاجم هذه الشخصية شخص اخر ينتمى إلى دولة أخرى
– هنا تقوم القائمة وسنجد من كان يهاجم هذه الشخصية بالأمس يدافع عنها دفاع مرير ويهاجم بل ويسب فى الشخص الغريب الذى هاجمهاهذه الشخصية تبعنا نحن فقط من يهاجمها نحن من يقطعها
وإذا شئنا قتلناها لكننا لن نسمح لأى غريب أن يهاجمها أبدا" بل سنقف معها ونحارب من يتهجم عليها
-- أليس هذا يحدث بيننا ؟ فما الفرق بيننا وبين قوم مسيلمة الكذاب إنها العصبية والعنصرية التى تتواجد بيننا بالفطرة وعلينا مواجهتها ونبذها فلا نؤيد باطلا"ولا نمدح ظالما" لمجرد الإنتماء للعصبية
– علينا أن نكافح هذا التعصب ليكن وقوفنا وقوفا" للحق ضد الباطل – وأن نمدح النجاح حتى ولو لم يكن منا
- نبذ التعصب يبدأ من الأسرة ويتم تدريسه بالمدارس الإبتدائية وما بعدها علينا أن نجعل نبذ التعصب منهج حياة
الموضوع للمناقشة