القلم الذهبي - القاضي عياض واهم كتبه

القاضي عياض

إن قيمة الأمم ، ومكانتها تعرف بعدد من نبغ فيها من رجال العلم والمعرفة ،

وما توفر لديها من مصنفات ومؤلفات في مختلف الفنون والعلوم .

والمغرب الأقصى من بين الدول التي تقف شامخة في هذا المجال

إذ تتباهى على مر العصور بعلماء أعلام ومؤلفين متقنين ومكثرين

فازوا بقصب السبق في العديد من العلوم، شرقا وغربا ،

ومن هؤلاء العلامة القاضي عياض .

فمن هو القاضي عياض ؟

وما هي العلوم التي درس ،ولقن ، وألف فيها ؟

وما هي مكانته العلمية والاجتماعية ؟

اسمه ونسبه ونشأته ودراسته :

هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون

اليحصبي . ولد عام 476 هـ ، في مدينة سبتة شمال المغرب الأقصى،

المدينة العريقة الضاربة في أعماق التاريخ، وكان موقعها الجغرافي المتميز

سببا في ازدهارها العلمي والاقتصادي، فهي الطريق الرابط بين المغرب وإفريقيا

والمشرق والأندلس، ومحطة العلماء والحجاج و التجار .

بهذه المدينة ترعرع القاضي عياض مستفيدا من علمائها الواردين والوافدين .

فنشأ في بيئة علمية دينية وأسرة فاضلة توارثت العلم والجاه ،

كما هو معروف من تاريخ أجـداده.

وتميز القاضي عياض منذ طفولته بحافظة قوية ورغبة في التعلم ،

وقد انصرف في مطالع نشأته لحفظ القرآن بالقراءات السبع،

ثم أخذ يدرس العلوم الأدبية واللغوية والنحوية وعلوم الفقه والتفسير والحديث.

وولي القضاء ببلده سبتة ، فكانت الخاصة والعامة على غاية من إجلاله وإكبـاره.

ثم رحل عام 507 هـ ، إلى الأندلس طلبًا لسماع الحديث وتحقيق الروايات،

وطاف بحواضر الأندلس فنزل قرطبة ، وأخذ عن شيوخها

ثم رحل إلى مرسية سنة 508 هـ . واكتفى عياض بما حصله في رحلته إلى الأندلس،

ولم يرحل إلى المشرق مثلما يفعل غيره من طلاب العلم .

وقد ولي قضاء غرناطة سنة 531 هـ وأقام بها مدة،

ثم عاد إلى سبتة مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة 539 هـ .

وقد اهتم القاضي عياض بعلوم الحديث، حتى غدا الفذَّ في الحفظ والرواية والدراية،

العارف بطرق الحديث، الحافظ لرجاله، وألَّف في الحديث كتبا هي:

«مشارق الأنوار على صحاح الآثار»

و«إكمال المعلم» شرح فيه صحيح مسلم،

و«بغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد».

و «الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع» .