القلم الذهبي

القلم الذهبي (https://www.hanaenet.com/vb/index.php)
-   «۩۞۩-منتدى النقاش الجاد -۩۞۩» (https://www.hanaenet.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟ (https://www.hanaenet.com/vb/showthread.php?t=22411)

الورّاق 10-09-2015 11:20 AM

هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟
 


إذا كان الضمير صنع بشري ، فلماذا يرحم الإنسان ؟ ولماذا بدافع العفو والرحمة والتسامح يتنازل عن حقوق كان باستطاعته أن يأخذها ؟ هل فعل ذلك من أجل الشكر ؟ هناك من تنازل عن حقوقه و ليس هناك من يشكره , فالرجل الذي كان في الصحراء و نزل إلى البئر لكي يسقي الكلب , هل كان ينتظر الشكر منه ؟ فقد سقاه و مشى ، إذاً ممن كان ينتظر الشكر؟

المنهج الصناعي الذي صنعه الشيطان منهج ضعيف لا يستطيع الوقوف بحد ذاته , أي أنه لا يقول : أنا أريد أن أظلم , لذا فهو يُلبس الشر أو الظلم لباس الفضيلة والحق لضعفه و لعلمه بقوة الفضائل , وبذلك فهو يستعير من المنهج الطبيعي ما يناسبه كلباس للفكرة الصناعية . والظالمون عبر التاريخ لم يقولوا : نريد الظلم , و إنما ألبس ظلمهم بلباس السلام والوئام والخير وغيره , فليس هناك من يخطئ إلاّ وألبس خطأه لباس الحق , فهو لا يقول : أنا أريد أن أخطئ لمجرد الخطأ.

من يعمل بالحق لأنه يحب الحق يستطيع أن يقف مرفوع الرأس بما عمل من الحق , أما من ألبس الباطل لباس الحق فلا يستطيع أن يـُبعد الحق و يقف بالباطل فقط أمام الأشهاد , حتى الذين عارضوا الرسل قد تلبسوا بفضيلة ، والذين سمَّوا أنفسهم عَبَدة الشيطان هم تلبسوا بفضيلة ، كفضيلة الحرية ، وأن الشيطان واثق من نفسه و شجاع و رافض للدكتاتورية ... الخ.

و هنا يمكن أن يوجه سؤال إلى عبدة الشيطان , وهو : إذا كانوا عبدة للشيطان ، فهل لديهم استعداد لعمل كل شيء خطأ ؟ فإن كان أحد منهم لديه هذا الاستعداد ، فليبدأ بنفسه أولاً و ليأكل السم مثلاً أو يسرق أهله أو يقتلهم و يقتل أصدقاءه جميعاً ، فهذا ما يريد الشيطان.

يقول البعض عن الضمير بأنه منبه فاسد ؛ أي أنه لا يأتي إلا بعد وقوع الخطأ , والحقيقة أنه يأتي و لكنه لا يستمع إليه الإنسان ، لأنه يكون في تلك اللحظة منشغلاً في الحدث , و بعد أن يبتعد عن الحدث يتضح صوت الضمير بشكل أكبر ويتحول بعد ذلك إلى ندم.

فإذا حُرّكت الروابط الجزئية لدى الأشخاص ، فاعلم أن الصناعي هو الذي يعمل الآن ، مثل الحميَّة للقبيلة أو التعصب لعرق ضد عرق آخر , و كلما يضيق التعصب كلما يقترب من الصناعي بشكل أكبر : (دعوها فإنها منتنة), فتحريك أي جزئية يعني إلباسها لباس الفضيلة . و الشعورات أو الذوات الصغيرة عندما أصبحت صغيرة فهي ليست هي السبب في ذلك ، وإنما لقلة التعامل معها عبر سنين الشخص التي عاشها, فكلما نهْمل هذه الذوات فإنها تصغر و تنكمش ويضعف لمعانها وإشعاعها .

كما أن هذا الضعف ناتج عن قلة الأشياء التي عقلها العقل من الشعور أو الذات عبر سنين الشخص ، فهو لم يعقل من شعوره إلا القليل ، أما الباقي أو الأكثر في عقله فهو مستورد مما حوله . أي أنه هناك تراكمات تراكمت على الشعور ، فلا يلام الشعور في أنه لم يستجيب , ولا نقارنه مع أحد تربى على احترام الشعور منذ الصغر ، فهذه التراكمات سببت فجوة بين الشعور و بين العقل . قال تعالى { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)الحديد} . فأقدمية السنين التي غـُذ ّي فيها الشعور أو أقدمية احترام الشعور لها دور كبير في الاستجابة , فالذي آمن قبل الفتح قد آمن والرسول (ص) ضعيف ، أما الذي آمن بعد الفتح فقد آمن والرسول قوي , وهذا يعني أن الأول يستجيب لإحساسه بشكل أسرع و أدق.

إذا فالصناعي كله هو عبارة عن تصغير للفضائل , فالتعصب لجنس أو قبيلة أو بلد هو تصغير لفضيلة الإنسانية ، و الكذب الذي ليس الدافع له الخوف قد يكون تصغير لفضيلة العطاء ، فبعض الناس يتحدث بدون أن يتأكد من صحة كلامه لأنه يريد أن يعطي ، فحُرِّفت الفضيلة الأساسية - وهي العطاء - فخرجت بهذا الشكل , لأنك لا تستطيع تحريك أي إنسان للقيام بأي عمل بواسطة العقل لوحده ، وإنما لابد من تشغيل الحاجات الإنسانية , والشيطان يعلم بأنه لن يتحرك الإنسان إلا بهذه الدوافع أو الحاجات الإنسانية , فالمحتال يحتال بفضيلة والقاتل يقتل بفضيلة والزاني يزني بفضيلة.

الحواط 10-09-2015 03:04 PM

رد: هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟
 
موضوع قيم . مشكور على نشاطك ومساهماتك

رشيد برادة 10-09-2015 10:51 PM

رد: هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟
 

أسطورة 07-31-2016 11:13 PM

رد: هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز....إن علماء الأخلاق يختلفون حول ما إذا كان الضمير غريزة فطرية يولد الإنسان
وهو مزود بها, ودور التربية والوعي في صقله وتنميته,
أو أنه مكتسب وينشأ وينمو بفعل التربية التي يتلقاها الإنسان,
ويتشكل على النحو الذي تقاس به المُثل والقيم الأخلاقية التي يسير عليها المجتمع
الذي ينشأ فيه الفرد, وأيا كان الأمر, فإن الحقيقة الثابتة أن الإنسان أكثر استعداداً
لأن ينشأ وفي أعماقه الوازع الأخلاقي الباطني (الضمير) وأن للتربية الدور الرئيسي في تنشئته وتوجيهه, فالتربية تلعب دوراً هاماً ورئيسياً في تنشئة الفرد
وفي تشكيل شخصيته, وتحديد اتجاهاته واهتماماته, وهي مسؤولية خطيرة,
شغلت حيزاً كبيراً وهاماً من جهود واهتمام الفلاسفة والمفكرين,
وتتحمل الأسرة والمدرسة بل والمجتمع ومؤسساته المتخصصة بشؤون النشء الكثير من أعبائها,
وترجع أهمية التربية في حياة الإنسان إلى ما تغرسه في أعماقه من قيم ومُثل توجه سلوكه
وتصرفاته, وإلى ما ينشأ بفعلها لدى الإنسان من حب للآخرين,
ومن ثم حب الإيثار, واحترام للقيم والمُثل الأخلاقية التي يقرها المجتمع ويسير عليها,
بل من حيث دورها الهام في تنشئة الضمير في أعماق الإنسان,
وبقدر ما تكون التربية ناجحة بقدر ما تكون فاعلية الضمير قوية
مما يجعل المجتمع أكثر صلاحاً, وبالعكس عندما تكون التربية قاصرة وغير ناجحة
فإن المجتمع يكون عرضة للفساد والفوضى,
لا تحظى القيم والمُثل والعادات والتقاليد والأعراف الإيجابية في مثل هذا المجتمع
بالاحترام المطلوب, وهنا تأتي أهمية القوانين وما تفرضه من عقوبات هدفها إصلاح الإنسان,
لأن الأخلاق غايتها توفر القناعة لدى الفرد بأن يسلك طريق الخير دونما حاجة إلى قانون وبعيداً
عن الخوف من العقاب, وليس من شك أن مثل هذه الغاية ليست بمقدور الإنسان,
ولكن بالضمير يمكن أن يكون أكثر صلاحاً ويكون المجتمع بالتالي أكثر انسجاماً
وأقل عرضة للفساد والفوضى, وهذا يعني أن الإنسان يعرف تماماً في أي طريق يسير,
وأن في أعماقه مرشداً يدله دوماً على طريق الخير,
وذلك المرشد هو الضمير, ويحتل القلب تلك المضغة الصغيرة في جسم الإنسان,
فوق أهميتها البيولوجية القصوى للجسم, أهمية أخرى معنوية وروحية لا تقل عن الأهمية
البيولوجية, فالقلب له علاقة مباشرة وأساسية بالضمير,
فعندما نشعر بالرضى والسعادة والاطمئنان, نشعر بذلك من خلال القلب,
وعندما نشعر بالألم والندم والتأنيب فإننا نشعر بذلك أيضاً من خلال القلب,
لأنه الميزان الذي ندرك من خلاله المشاعر الناجمة من الخير أو الشر,
فالقلب يمكن أن يطوّعه الإنسان في الطريق الذي يختاره,
لكن الضمير لا يمكن تطويعه, فقد تضعف رقابته ويحاول الإنسان تجاهله
ولكن إلى حين..
انظروا إلى الإنسان وهو على فراش الموت,
فالضمير في تلك اللحظات يبلغ درجة قصوى في الإفصاح
عن نفسه.

رائع أخي العزيز في انتقاءك
موضوع قيم وهادف وهاام جدا
لك أجمل تحية مني و:200 (63):



الساعة الآن 10:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوضة لموقع القلم الذهبي

اختصار الروابط

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 42 43 44 45 46 47 48 56 58 63 65 66 69 70 76 77 84 85 86 88 91 95 104 106 111 112 118 119 120 122 123 124 128 137 138 139 141 143